ثوار ليبيا يمهلون بني وليد 24 ساعة
بدأ الثوار الليبيون أمس، تحركاً هادفاً للسيطرة على المعاقل القليلة المتبقية لأنصار العقيد معمر القذافي، وتحديداً بني وليد التي يتوقع أن يكون الساعدي نجل القذافي مختبئاً فيها، وأمهلوا سكانها حتى صباح اليوم (الأحد) للاستسلام، أو القتال حتى السيطرة عليها، في وقت أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي أنه لا توجه إلى سحب السلاح من ثوار طرابلس، مؤكداً بدء البحث في ملفات فساد النظام السابق، ومحاكمة كل من يثبت تورطه في جرائم فساد مالي،بالتزامن مع تشكيل لجنة أمنية عليا للعاصمة، وعودة تدريجية للشرطة إلى الشوارع، في حين أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الحكومة الروسية تدعو القادة الليبيين الجدد إلى موسكو، للبحث معهم خصوصاً في مسائل الطاقة . وأعلنت إندونيسيا دعمها للمجلس الانتقالي، وطلبت الصين من المجلس “أن يضمن مصالح الشركات الصينية في ليبيا، وأعلنت بلغاريا طرد الدبلوماسيين الأربعة العاملين في السفارة الليبية في صوفيا” .
الثوار الليبيون يمهلون بني وليد حتى صباح اليوم للاستسلام
وجهت قوات الثوار الليبيين أمس، إنذاراً تنتهي مهلته صباح اليوم الأحد، لمدينة بني وليد (180 كلم جنوب شرق طرابلس) للاستسلام، حيث يوجد الساعدي نجل العقيد معمر القذافي، كما أعلن مسؤول محلي في هذه القوات .
وقال الرجل الثاني في المجلس العسكري في ترهونة عبدالرزاق ناضوري “وجه الثوار إنذاراً إلى زعماء قبائل بني وليد، إما أن يرفعوا الراية البيضاء ويستسلموا، وإما أن تبدأ المعارك . أمامهم 24 ساعة” .
وتنتهي مهلة الإنذار حوالي الساعة 00:10 صباح الأحد، ولجأ عدد كبير من المقربين من القذافي أخيراً إلى بني وليد، أحد معاقل النظام السابق . وقال ناضوري إن سيف الإسلام، النجل الأكثر ظهوراً للقذافي “كان موجوداً قبل يومين في بني وليد، لقد فر، الله وحده يعلم الطريق التي سلكها” .
في المقابل، لا يزال الساعدي وموسى إبراهيم المتحدث باسم النظام وابن عمه منصور ضو قائد الكتائب الأمنية في طرابلس، في المدينة، حسب ما أكد المسؤول العسكري .
من جهته، قال علي الترهوني وزير النفط بالمجلس الانتقالي إن المجلس العسكري في طرابلس أبلغه أن هناك احتمالاً بأن تنضم بني وليد إلى “الثوار” وتصبح تحت سيطرتهم . ولم يعلن تفاصيل بشأن ما حدث، لكنه قال انه لم يقع قتال في بني وليد . ورداً على سؤال عما إذا كان القذافي في البلدة كما سبق أن أعلن قادة عسكريون بالمجلس الانتقالي قال إنه بالنسبة إلى القذافي نفسه فإن المجلس يعرف مكانه .
وأفاد مراسل “فرانس برس” أن حوالي 200 عربة قتالية تقدمت باتجاه بني وليد من دون أن تدور معارك . وقال إن حوالي 200 شاحنة بيك أب قتالية مجهزة بأسلحة ثقيلة تتبعها فرق طبية متأهبة لإجلاء الجرحى .
وقال أحمد بلحاج قائد مجموعة من المقاتلين إن القوات أتت من مدينة مصراتة الساحلية، وأضاف “تقدمنا مسافة 70 كلم من مواقعنا” . وتابع إن حوالي 600 رجل في حال تأهب للمشاركة في العملية . وأوضح “هناك قاعدة عسكرية قرب بني وليد تسيطر عليها كتيبة خميس القذافي ونريد الاستيلاء عليها” .
وعلى الجبهة الغربية في سرت لم تتحرك القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي حسب مصادر مؤيدة للمجلس . وأفادت هذه المصادر أن مقاتلي مصراتة يفضلون التركيز أولاً على جبهة بني وليد وعدم تشتيت جهودهم على جبهتين .
وأكد رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج أن “قوات من الثوار تتقدم نحو بني وليد” . وقال إن “قبيلة القذافي بدأت تنقلب ضده، كما أننا تلقينا اتصالات من أطراف فيها أكدوا أنهم سينحازون إلى جانب ما سيقرره الشعب الليبي” .
وقال مصدر في طرابلس على اتصال بسكان البلدة إن زعماء القبائل هناك يأملون في حل سلمي عن طريق التفاوض .
وقال مقيم في البلدة الصحراوية إنه كان على اتصال متقطع مع أشخاص في بني وليد التي يركز فيها القادة العسكريون للحكومة الانتقالية بحثهم عن القذافي . وأضاف “أعرف أنه قبل شهرين أقام معظم أفراد العائلة والأطفال الصغار في بني وليد” . وأضاف انه ليس متأكداً لكنه يميل إلى الاتفاق مع مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي الذين أعربوا عن اعتقادهم أن القذافي موجود مع ابنه سيف الإسلام ويخططان لشن هجوم مضاد .
وكشف المصدر أن زعماء القبائل في بني وليد عقدوا اجتماعاً الخميس اتفقوا فيه على أنهم سيسمحون لقوات المجلس الوطني الانتقالي بدخول المنطقة إذا كانت تتألف من مقاتلين تربطهم علاقات أسرية بالبلدة .
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!