آخر الأخبارالصحة والجمال › القلق.. هل يقود إلى الإصابة بأمـراض القلب؟

صورة الخبر: القلق.. هل يقود إلى الإصابة بأمـراض القلب؟
القلق.. هل يقود إلى الإصابة بأمـراض القلب؟

تشير أبحاث جديدة إلى وجود رابط بين القلق وبين حدوث أمراض القلب، إلا أن جوانب ذلك الرابط لا تزال مبهمة.
وعلى الرغم من وجود علاقة معروفة جيدا بين الكآبة الشديدة وبين حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن العلاقة بين اضطرابات القلق وبين القلب لا تزال غير معروفة.

وقد وجدت عدة دراسات أن أعراض القلق رصدت لدى ما بين 24% و31% من المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية كانت لديهم أعراض للقلق. وإضافة إلى ذلك فقد ظهر أن القلق الشديد قد يحاكي النوبة القلبية (انظر إطار: «نوبة ذعر أم نوبة قلبية؟»).

وقد أظهرت تحليلات لعدد من الدراسات على أشخاص أدخلوا إلى حجرات الإسعاف بسبب آلام في الصدر، أن 22% من الذين خضعوا منهم لفحوص القلب والأوعية الدموية رصدت لديهم حالة من نوبات الذعر panic attack بدلا من مرض في القلب. فقد ظهر أن القلق الشديد قد يحاكي النوبة القلبية (انظر إطار: «نوبة ذعر أم نوبة قلبية؟»).

* أبحاث جديدة

* إلا أن غالبية الأبحاث على القلق وعلاقته بأمراض القلب تتسم بالعيوب لأنها تعتمد على ما يتذكره المشاركون أو على تقييم ذاتي لـ«لقطة» من اللقطات بدلا من الاعتماد على مقابلات منهجية تهدف إلى تشخيص القلق. كما أن الكثير من الدراسات تفتقد إلى عوامل أخرى مثل رصد نمط الحياة الذي يؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب.

ولكن دراستين تابعتا عددا كبيرا من المشاركين لفترة معينة، هدفت إلى التوصل إلى تحديد أدق للعلاقة بين أمراض القلب وبين واحد من أكثر اضطرابات القلق انتشارا وهو اضطراب القلق العام generalized anxiety disorder - الذي يتسم بحالة مستمرة وملازمة من القلق، حتى حول أمور عادية.

وكان أهم الجوانب القوية للدراستين أنهما راقبتا العوامل المعيقة المهمة مثل وجود الكآبة الشديدة major depression (التي غالبا ما تظهر سوية مع القلق)، وكذلك العوامل الديموغرافية وعوامل نمط الحياة التي تهدد بخطر الإصابة بأمراض القلب.
وقد اقترضت الدراستان أن اضطراب القلق العام ربما يزيد فعلا من خطر حدوث النوبات القلبية والمشكلات الصحية السيئة الأخرى.

* دلائل الخطر

* وقد تابعت الدراسة الموسومة «الدراسة الوبائية لمتلازمة الشرايين التاجية الحادة والفسلجة المرضية للعواطف»The Epidemiological Study of Acute Coronary Syndromes and the Pathophysiology of Emotions ESCAPE، مصابين بأمراض القلب في مدينة مونتريال بلغ عددهم 804 أشخاص، على مدى سنتين، وقيم الباحثون قراءات ضغط الدم لديهم، وكذلك العلامات الحيوية الأخرى المتعلقة بالأخطار على القلب، كما جمعوا بيانات إضافية تتعلق بتلك الأخطار. وشخصوا حالات الكآبة الشديدة واضطراب القلق العام بتوظيفهم لمقابلات سريرية صممت خصيصا استندت إلى معايير تعتمد على ما جاء في الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fourth Edition DSM - IV.

وخلال سنتين من المتابعة تعرض 115 شخصا من المشاركين إما لنوبة قلبية، أو خضع لعملية إسعافية في الشرايين التاجية، أو توفي. وعندما أخذ الباحثون بنظر الاعتبار عوامل الخطر الأخرى على القلب مثل العمر وتدخين السجائر وما شابهها، وجدوا أن كلا من اضطراب القلق العام والكآبة الشديدة، أدى إلى زيادة ملموسة بنفس الدرجة تقريبا في خطر حدوث النوبة القلبية أو الحوادث الأخرى المرتبطة بالقلب.

كما أظهرت دراسة منفصلة أخرى نتائج مشابهة. وشارك في دراسة «دراسة القلب والروح» The Heart and Soul Study، 1015 من المرضى الخارجيين الذين يراجعون 12 عيادة طبية في ولاية كاليفورنيا والذين كانت لديهم أمراض مستقرة في القلب. وجمع الباحثون بيانات من المرضى حول صحة القلب والأوعية الدموية كما شخصوا لديهم حالات اضطراب القلق العام والكآبة الشديدة بتوظيف مقابلات مصممة استندت إلى ما جاء في الدليل التشخيصي والإحصائي المذكور.

وخلال فترة المتابعة حدثت لدى المشاركين 371 نوبة قلبية وحوادث أخرى متعلقة بالقلب. وبعد أن أدخل الباحثون المتغيرات المتعددة المؤثرة على خطر الإصابة بأمراض القلب في تحليلاتهم، مثل: العمر، الجنس، الكآبة الشديدة، إجراء التمارين الرياضية، وتدخين السجائر، ظهر أن المشاركين المصابين باضطراب القلق العام يتعرضون بنسبة 74% أو أكثر من الآخرين لحدوث النوبة القلبية أو الحوادث الأخرى المرتبطة بالقلب.

* تكهنات حول الأسباب

* ولم تهدف هاتان الدراستان إلا إلى رصد العلاقة ما بين القلق وأمراض القلب فقط، بدلا من البرهنة على الأسباب والتأثيرات أو النتائج. ولذا فلم يكن بوسع الباحثين إلا التكهن بالسبب الذي يؤدي فيه اضطراب القلق العام إلى زيادة خطر أمراض القلب.

أحد الاحتمالات لزيادة الخطر على القلب، هو أن اضطراب القلق العام ربما يؤدي إلى زيادة قوية في إفراز الكورتيزول وهرمونات التوتر الأخرى وهي نفس المواد الكيميائية التي تلعب دورها في عمليات «المقاتلة أو الهرب» التي تحدث لدى استجابة الجسم للمتغيرات، وأن ذلك قد يحفز على حدوث النوبة القلبية والحوادث الأخرى المرتبطة بالقلب.

والنظرية الأخرى هي أن الأشخاص المصابين بالقلق لديهم مستويات منخفضة من أحماض «أوميغا - 3» الدهنية التي تعرف بقدرتها على حماية القلب، ولذا فإن هذا يمكن أن يساهم في حدوث أمراض القلب. وأخيرا فإنه ورغم أن كلتا الدراستين اهتمتا بتشخيص حالات الكآبة الشديدة المنفردة، فإن الكآبة الشديدة تتشارك في عوامل بيولوجية ونفسية مع اضطراب القلق العام. ولذا فإنه من الممكن أن تكون الكآبة وليس القلق هي التي تساهم في حدوث أمراض القلب تلك.

ورغم وجود الكثير من الأسئلة حتى الآن حول هذه العلاقة فإن الأبحاث تقترح على الأطباء أن يقوموا - على أقل تقدير - بتقييم المصابين بأمراض القلب من ناحية إصابتهم باضطرابات القلق. وكذلك فإن على الأطباء الذين يعالجون المرضى المعانين من اضطراب القلق العام تحويلهم إلى أطباء آخرين لتقييم أمراض القلب لديهم.

المصدر: كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على القلق.. هل يقود إلى الإصابة بأمـراض القلب؟ (1)

saida‏05 ‏أغسطس, ‏2011

صراحة رغم أنني لم أكمل قراءة الخبر كله إلا أنه في نظري يمكن أن تكون هذه المعلومة صحيحة 100/° على إعتبار أنني أعاني نوبات القلق هذه والهلع لاأعرف غالب الاحيان لماذا؟ لكن قلبي يزداد خفقانه ويوشك على أن يخرج من مكانه......فأنا دخلت لهذا الموقع لأنني كنت

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
5977

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري