آخر الأخبارأخبار الكمبيوتر والإنترنت › «سبيس إكس» تنافس «فيسبوك» في توصيل الإنترنت للعالم كله

صورة الخبر: «سبيس إكس» تنافس «فيسبوك» في توصيل الإنترنت للعالم كله
«سبيس إكس» تنافس «فيسبوك» في توصيل الإنترنت للعالم كله

طالما أنك تستطيع قراءة هذا التقرير الآن، فأنت في الواقع من بين أولئك المحظوظين الذين يملكون خدمة الإنترنت بين أيديهم، والبالغ عددهم
أكثر من 3.77 مليار شخص حول العالم. هذا الرقم يمثل تقريبًا نصف سكان العالم، وبالرغم من أنه يبدو مشجعًا للوهلة الأولى، إلا أنّ هذا الأمر يعني وجود أكثر من 3 مليارات شخص حول العالم لا يملكون هذه الخدمة.

هناك عددٌ من الجهود الجارية لتوفير خدمة الإنترنت نحو أبعد أركان العالم، أحدث هذه المحاولات كانت تلك التي طرحتها شركة «سبيس إكس».

مبادرة سبيس إكس

بالعودة إلى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، قدمت شركة سبيس إكس التي يملكها رجل الأعمال الشهير إيلون موسك، طلبًا إلى لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية كجزءٍ من خطتها لإنشاء شبكة إنترنت عالمية عالية السرعة. وفي جلسة مجلس الشيوخ الأمريكي يوم 3 مايو (أيار) 2017، حول البنية التحتية واسعة النطاق في الولايات المتحدة، أكدت «سبيس إكس» هذه الخطة بالفعل.

«سبيس إكس» هي إحدى شركات رجل الأعمال إيلون موسك، وتسعى بالأساس إلى تطوير تقنيات الفضاء، بالتعاون مع مؤسساتٍ علمية كبرى، مثل وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا». المشروع الأساسي الذي عملت – ولا تزال تعمل – عليه الشركة لسنواتٍ طويلة هو كيفية إعادة استخدام صواريخ الفضاء عدّة مرات، بدلًا عن استخدامها في الرحلات لمرة واحدة، والآن تعمل الشركة على خطة طموحة للغاية لاستعمار المريخ، وتمكين البشرية من السفر إلى هناك في المستقبل.

قالت باتريشيا كوبر، نائب الرئيس لشؤون الأقمار الصناعية في «سبيس إكس» في بيان لها خلال جلسة مجلس الشيوخ: «إن الشركة تخطط لتقديم خدمة عريضة النطاق وعالية السرعة وموثوق بها وبأسعارٍ معقولة للمستهلكين في الولايات المتحدة وحول العالم، بما في ذلك المناطق التي تعاني من نقص الخدمات أو التي لا توفرها الشبكات القائمة حاليًا».

تخطط سبيس إكس لتحسين سرعات الإنترنت والتواصل العام في الولايات المتحدة، وباقي دول العالم من خلال وضع 4425 قمر صناعي في مدارهم حول الأرض بين عامي 2019 و2024، وبالتالي سيتم تغطية كامل مساحة الكرة الأرضية كلها. وستجري عملية نقل الأقمار الصناعية إلى الفضاء على دفعات متعددة عن طريق الصواريخ «فالكون 9» الخاصة بالشركة، والتي تتميز بالاستخدام المتعدد، وبالتالي تقليل التكلفة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت مؤخرًا أن خدمة الإنترنت أصبحت حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان. وأشادت الأمم المتحدة بخطة «سبيس إكس» لأنها تراها ستساعد على تجاوز بعض التعقيدات القائمة لتقديم خدمة الإنترنت في المناطق البعيدة، «مسعى سبيس إكس سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام في الجهود المبذولة لضمان تمتع جميع مواطني العالم بهذا الحق».

بالعودة إلى كوبر، فقد قالت: إن التفاوت في الخدمات المتاحة في المناطق الريفية وتلك التي يصعب الوصول إليها «هو إلى حد كبير نتيجة النفقات الرأسمالية الثقيلة اللازمة لتحقيق الربط بين هذه المواقع مع خدمة الإنترنت».

وتتطلع «سبيس إكس» إلى أن تكون جزءًا من الحل لتوسيع نطاق الوصول إلى خدمة الإنترنت عالية السرعة وبأسعارٍ معقولة في جميع أنحاء العالم. ومن شأن شبكة الأقمار الصناعية التي اقترحتها الشركة أن تساعد المزيد من الأشخاص على الوصول إلى الإنترنت بشكل أسرع وأكثر قوة، لذا فإن الأمر يتعلق الآن بمسألة ما إذا كانت ستحصل على موافقة الحكومات أم لا. ومع ذلك، فإن شركة إيلون موسك ليست الوحيدة التي تعمل على تحقيق الترابط العالمي من خلال تحسين خدمة الإنترنت.

فيسبوك والطائرات

يوم 19 أبريل (نيسان) 2017، كشفت شركة فيسبوك عن نتائج الاختبار الخاصة بها لمؤتمر المطورين «F8» التي تتحدث عن جهودها لتوصيل شبكة الإنترنت إلى المناطق الريفية والنائية في جميع أنحاء العالم، وتعمل كمصدر للإغاثة في حالات الكوارث.

وأنشأت الشبكة الاجتماعية الأشهر في العالم طائرة هليكوبتر صغيرة متصلة بمصدر طاقة، وكابل إنترنت تسمى «تيثر – تينا» أو «Tether-tenna»، هذا الكابل يربط الطائرة بخطوط الألياف الخاصة بشبكة الإنترنت، وعند الطوارئ يمكن أن تطير هذه الهيليكوبتر، وتصبح بمثابة برج إرسال واستقبال.

وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا هي البداية لخطة طويلة الأجل، ففي الوقت الراهن، يقول فيسبوك: إنه يمكن في نهاية المطاف توفير اتصال بالإنترنت لعدة أشهر في وقت معين حينما تعمل المجتمعات على إعادة البناء في أعقاب الكوارث.

اقرأ أيضًا: الـ«ماتريكس» الذي يجمعنا.. فيسبوك يبتلع الإنترنت

في وسط مدينة سان خوسيه، المدينة التي تستضيف مؤتمر «F8» هذا العام، اختبر فيسبوك شبكة الإنترنت عالية السرعة من أجل المناطق شديدة الازدحام بالسكان. تدعى هذه التقنية باسم «تيراغراف – Terragraph»، وهي التكنولوجيا التي تعزز الاتصالات اللاسلكية في الأماكن التي يحتاج الكثير من الناس للاتصال بالإنترنت. هذه التقنية التي أطلقت العام الماضي، كانت سان خوسيه أول مكان لاختبارها بعدما كانت موجودة سابقًا فقط في مختبرات فيسبوك. وقالت الشركة: إنه لا يزال هناك عمل للقيام به قبل طرح تيراغراف على نطاقٍ أوسع، ولكن هذا «يشجعنا على التقدُّم».

في عام 2015، تقاسم فيسبوك أيضًا خططه لزيادة تغطية الإنترنت في جميع أنحاء العالم، بعدما أعلنت الشركة أنها وقعت شراكة مع مشغل الأقمار الصناعية الأوروبية «يوتلسات للإتصالات» لتقديم الإنترنت ذي النطاق العريض عبر الأقمار الصناعية في القارة الإفريقية وتحديدًا جنوب الصحراء الكبرى.

في العام التالي، انفجر واحد من صواريخ شركة «سبيس إكس» من طراز «فالكون 9»، وهي نفس الصواريخ التي ستحمل الأقمار الصناعية لشركة الأقمار الصناعية الأوروبية كجزء من مهمتها الجديدة، لينفجر معه القمر الصناعي القمر الصناعي الخاص بيوتلسات وفيسبوك، وهو واحد من تلك الوسائل التي كانت ستعني تحسين الاتصالات في إفريقيا.

هناك خطط أخرى تتعلق بتطوير الاتصالات غير الأرضية تقوم فيسبوك بتجربتها وتطويرها. مثال على هذا «أكويلا»، الطائرة بدون طيار التي تطير على ارتفاعات شاهقة وتبثُّ اتصالًا بالإنترنت. وقد اجتازت أول اختبار كامل لها بالفعل في يوليو (تموز) 2016.

جدير بالذكر أن شركتي الاتصالات عبر الأقمار الصناعية أونيوب وإنتلسات، أعلنتا عن اندماجهما في وقت سابق من هذا العام من أجل إنشاء كيان أقوى وأكثر مرونة ماليًا، يمكن أن يعمل على تحسين التوصيلة عريضة النطاق للإنترنت. وكان من المتوقع أن تسرع الصفقة خطط أونيوب لإنشاء شبكة من الأقمار الصناعية منخفضة المدار لتقديم الإنترنت عالي السرعة، على غرار خطط سبيس إكس، في المناطق التي تحظى بتغطية سيئة أو منعدمة للإنترنت حول العالم.

الإنترنت عبر كابلات الكهرباء

المشكلة مع خدمة الإنترنت القائمة على الألياف أنه في حين يمكن أن يعطي المستخدمين سرعات الإنترنت المثلى، إلا أنَّ البنية التحتية اللازمة لدعم ذلك مُكلفة للغاية. لذلك بدلًا عن إنفاق عشرات الآلاف من الدولارات لتثبيت كابلات الألياف، تبحث شركة «AT&T» الأمريكية للاتصالات استخدام شيء متاح بسهولة في معظم المواقع وإخراج إشارات واي فاي منه: خطوط الكهرباء.

تنطوي الفكرة على ربط أجهزة الراوتر البلاستيكية بأعمدة المرافق الموجودة، والتي ستسمح للإنترنت بسرعة عدة «جيجابايت» بالتدفق عبر مسار خطوط الكهرباء. هذا النظام ليس أقل تكلفة فحسب، بل سيكون أيضًا أبسط من الناحية اللوجستية نظرًا لعدم إجراء حفريات لوضع كابلات جديدة.

هذه التقنية، التي يطلق عليها اسم مشروع إيرجيغ «Project AirGig»، ستسمح لمقدمي الخدمات بنشر اتصالات لاسلكية سريعة بسهولة، وتشغيلها بدون ترخيص، إلى المنازل والأجهزة المحمولة.

من الناحية النظرية، ستكون هذه التقنية خيارًا مبتكرًا ورخيصًا لتغطية لاسلكية موثوقة، ولديها القدرة على تزويد الناس في جميع أنحاء العالم بإمكانية الوصول إلى الأدوات والموارد التي يمكن أن يوفرها فقط الاتصال عبر الإنترنت. وقال جون دونوفان، كبير مسؤولي الإستراتيجية ورئيس مجموعة التكنولوجيا والعمليات في الشركة: «إن مشروع إيرجيغ لديه إمكانات هائلة لتحويل الإنترنت إلى إنترنت على نطاق عالمي – وهو ما يتجاوز بصمة النطاق العريض الحالي وليس فقط في الولايات المتحدة».

وذكرت الشركة أن الاختبارات مستمرة حاليًا في مرافق الشركة الخارجية، مع نتائج مشجعة جدًا. وفي حين أنه نهج تحويلي ثوري لحل مشكلة قائمة، إلا أنه لم يتم اختبار المشروع من أجل الجدوى التجارية بعد. ومع ذلك، تأمل الشركة أن تبدأ التجارب الميدانية في عام 2017 الجاري.

ما العائد الاقتصادي؟

كما ذكرنا في بداية التقرير، هناك أكثر من 3 مليارات شخص يستخدمون الإنترنت، ومصادر أخرى تذكر أنهم أكثر من 4 مليارات، وبشكلٍ عام فنحن نتحدث عن نصف سكان العالم لا يملكون شبكة الإنترنت. وبالتالي من الناحية التجارية، هذا الأمر يعني إمكانية الحصول على ضعف عدد الزبائن الموجود حاليًا، وإن كان بقدراتٍ شرائية أقل قوة بالطبع.

شركة مثل فيسبوك، تعتمد فكرة التقديم المجاني لخدمة الإنترنت لأنها تبحث في الأساس على أكبر عدد ممكن من المشتركين في موقعها للتواصل الاجتماعي، وبالتالي هناك أرباح كبيرة تتعلق بعمليات الإعلان وغيرها من الخدمات.

في الولايات المتحدة الأمريكية، هناك 100 مليون مشترك في خدمة الإنترنت تقريبًا. طبقًا لبعض التقديرات فإن متوسط قيمة الاشتراك تصل إلى حوالي 50 دولار شهريًا. هنا نحن نتحدث عن 5 مليارات دولار شهريًا.

إذا تمكَّنت شركة مثل سبيس إكس من توصيل خدمة الإنترنت للعالم كله بالفعل، فنحن نتحدث عن 3 مليار مستخدم محتمل، وإذا استهدفت الشركة حوالي نصف مليار مشترك فقط (سنقول إن متوسط الأسرة 6 أفراد)، وإذا قلنا أن الاشتراك سيكون رخيصًا بحدود 3 دولارات شهريًا، نحن هنا نتحدث عن حوالي 1.5 مليار دولار شهريًا، أي حوالي 18 مليار دولار شهريًا.

الأرقام تستحق بالفعل التضحية من أجل توفير هذه الخدمة لسكان العالم!

المصدر: ساسة بوست

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على «سبيس إكس» تنافس «فيسبوك» في توصيل الإنترنت للعالم كله

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
42134

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري