حاويات يابانية مشعة في مصر

كشفت تحقيقات، أجرتها أجهزة رقابية مصرية، بميناء العين السخنة بمدينة السويس، عن ثلاث حاويات مشعة، دخلت الميناء قادمة من اليابان، عن طريق شركة اميركية، وتحمل الحاويات معدات كهربائية والكترونية سبق استخدامها في المناطق المنكوبة نتيجة انفجار مفاعلات فوكوشيما النووية.

وقامت إدارة الميناء، بإعادة شحن حاويتين عبر الخط الملاحى A B L، بالاضافة إلى الانتهاء من إجراءات إعادة وشحن الحاوية الأخيرة، على أن يتم الشحن الأسبوع القادم، وكانت الحاويات تم نقلها إلى منطقة ترابية بالعين السخنة منعا لتسببهما في نشر الاشعاع بالميناء، ومن جانبها تحفظت السلطات المصرية على كل مستندات الشركة الامريكية ووكيلها المصري وبدأت العمل على مراجعة جميع الحاويات التي دخلت عن طريق الشركة خلال الفترة الماضية.

الحاويات الثلاث المشعة، فتحت ملف اجراءات الأمان النووي الموجودة بالمواني المصرية، وهو ما أعتبره محمود فكري، المدير العام السابق لحماية البيئة بالمواني، موضوع حيوي وهام للغاية، ووضح ذلك بقوله، هناك بعض دول العالم، التي لديها انشطة النووي، تود التخلص من نفايات هذه الانشطة، وتنظر دوما إلى دول افريقيا والعالم الثالث انها مكب لهذه النفايات، بالاضافة إلى الدول التي يحدث بها تسريبات نووية وتلوث مناطق واسعة ويصيب الاشعاع كل جماد وكائن حي بهذه المناطق، وتسعي هذه الدول هي الآخري للتخلص من هذه النفايات،، ويكون التخلص من النفايات بدخولها في صور سلع اخري حتى لا تلفت الانتباه، لهذا تقوم الدول عادة باخذ عدة احتياطات في سبيل منع ذلك، ويضيف فكري ان مصر اتخذت عدة اجراءات، منها منع الاستيراد من الدول التي بها تسريبات نووية مثلما حدث في اليابان حيث اتخذت وزارة الزراعة المصرية، قرار بعدم استيراد اي مواد غذائية من اليابان او من الدول المجاورة لها،وهذا حدث ايضا سابقا مع روسيا عند حادث تشرينوبل، ايضا وجود ادارة في كل ميناء للرقابة وفحص الاشعاع.

هذه الاجراءات يراها الدكتور اشرف البيومي،كلية العلوم بجامعة الاسكندرية، غير كافية، مشيرا إلى ان الاشعاع يمتد في حالة التسريبات إلى كل شيء، وليس الغذاء والتربة فقط، وكل الالات في منطقة الانفجار يصيبها الاشعاع، وبالتالي يصبح من الصعب التعامل معها، وتتخلص منها هذه الدول بتصديرها إلى مناطق آخري،كما حدث في الثلاث حاويات الاخيرة حيث تحتوي على لودار وكراكات وكمبروسر هواء بها نسبة اشعة زيادة عن المسموح به، ايضا بالنسبة لاجهزة كشف الاشعاع في الميناء، فقد نشرت الجرائد منذ شهور عن اكتشاف حاويات بها نسبة اشعاع أعلي من المسموح به عن طريق الصدفة وهو ما وضحته الجرائد في حينها، بأن الموظفين المسؤولين عن الكشف على الاشعاع لا يستطيعوا الكشف على كل الحاويات بالميناء وذلك لان عددها يكون كبير وليس هناك وقت لفحصها كلها، وبالتالي يكون الكشف عن الحاويات المشعة خاضع للصدفة.

الحل لاكتمال منظومة الامان بالمواني المصرية بالنسبة للحاويات المشعة، يحددها اللواء بحري محمد عبدالقادر جاب الله، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، بقوله: انه أصدر قرارا بمنع دخول أي سفينة حاويات إلى موانيء هيئة البحر الأحمر، إلا بعد الحصول على شهادة »خلو من الاشعاع« الصادر من المنظمة الدولية لمعايير السلامة البحرية، والمعروفة باسم IMO وذلك متعا لتكرار دخول الشحنات المشعة إلى مصر، هناك وسيلة اخري عند محمود فكري، المدير العام السابق لحماية البيئة بالمواني، وهي تركيب أجهزة استشعار على الروافع الضخمة المستخدمة في تحميل الحاويات، بالاضافة إلى إيقاف السفن، من أجل الكشف عن أي إشعاع.

المصدر: elaph.com