آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › أيام للثقافة والفنون بمحكى القلعة المصرية

صورة الخبر: معرض الفخار
معرض الفخار

تواصلت أيام الثقافة التي يقيمها اتحاد كتاب مصر بمقره الجديد في محكى القلعة ، وبرزت الفعاليات الفنية ضمن تلك الفعاليات حيث افتتحها وزير الثقافة الفنان فاروق حسني ، ورافقه د. احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ، والفنان عبدالوهاب عبدالمحسن رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة .

حضر الافتتاح محمد غنيم المشرف العام على مشروع المتحف القومي، د. عماد أبو غازي، خالد عبد السميع رئيس المركز القومي للسينما، الفنان أشرف ذكى رئيس البيت الفني للمسرح ونقيب الممثلين، الفنان خليل مرسى، ووفد من دولة كازاخستان وقيادات العمل الثقافي في مصر.

تضمن حفل الافتتاح استقبال حافل من فرقة الخيالة والجمال وفرقة التنورة وسرد السيرة الهلالية بصوت الراوي عزت القرشي، وخيمة مرسى مطروح وعرض عرائس، كما تضمنت الاحتفالية معرض لإصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة والمركز القومي للترجمة والمجلس الأعلى للثقافة، وكذلك معرضا لرسوم الأطفال للإدارة العامة لثقافة الطفل وأتوبيس الفن الجميل وقصر ثقافة الطفل المتخصص .

كما أقيم معرضا للفنون التشكيلية، ومعرضا آخر لنماذج من أعمال الموهوبين، ومعرض للمشغولات اليدوية من استلهام البيئة في منطقة حلايب وشلاتين، وإنتاج ملتقى الفخار بأشمون جريس، ومعرض لمنتجات ورش الحرف التقليدية في مجالات المشغولات الجلدية، وأشغال الحصير، والخوص، بالإضافة لمعرض الملتقى الثقافي الخامس للشباب بمدينة السويس، إلى جانب ورشة فنية في مجال الأشغال اليدوية المتنوعة لجمعية الشبان المسلمين، وعرض فني لفرقة سوهاج للفنون الشعبية، وحفل لمنتخب الهيئة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو فاروق البابلى، وذلك على مسرح محكي القلعة وغنوا "مولاى يامولاي" "وأنا المصري".

ومن أبرز ما قدمته الهيئة ورشة "ليلة وفنان" التي تستضيف كل يوم فنانين من محافظات مصر المختلفة، وقد استضافت في اليوم الأول من المحكى الفنانين عادل محمد مصطفى وعلي سعيد من الإسكندرية.

أما قطاع الفنون التشكيلية الذي يرأسه الفنان محسن شعلان فقد شارك في الاحتفالات الرمضانية "ليالي المحروسة" المقامة بمحكى القلعة ؛ حيث أقيمت ورشة فنية للأطفال" أحفاد سعد زغلول" ليعرضوا نتاج إبداعاتهم الفنية، والذي ضم أطفالا من عمر تسع سنوات وحتى ستة عشر عاماً، حيث نظمها الفنان طارق مأمون مدير مركز سعد زغلول الثقافي، كما أقيمت ورشة الجرافيتي التي شارك بها سبع فنانين رسموا أمام الجمهور في يوم الافتتاح، والتي نظمها الفنان تامر عاصم مدير مركز محمود مختار الثقافي، كما قدم القطاع ورش لملتقى الفن والجماهير التي نظمها الفنان أحمد سميح مشرف مشروع الفن والجماهير، والتي اشترك بها نحو أثنى عشر فنانا من بيهم (شادي أديب-أحمد السيد رومية-إبراهيم عز القصيري)، وشارك أيضا قطاع الفنون بمعرض آخر لمنتجات فنون التراث نظمها الأستاذ أحمد كمال الدين مدير إدارة المعارض القومية بالقطاع، كما أقيم ورش فنية في مجال الرسم على الزجاج، النسيج، والحفر على الجلد.

ورشة ليلة وفنان

اهتم الفنان علي سعيد في لوحته التي رسمها أمام الجمهور يوم الافتتاح بالموتيفات الشعبية، التي انعكست على اللوحة في صورة امرأة بدوية ترتدي الحلي، فهي أقرب للمرأة السيوية، التي ترتدي زيا مميزا، ومغطى وجهها بالنقاب، الذي لا يظهر منه ولا عيناها. استطاع الفنان أن يعبر عما بداخل تلك المرأة من خلال حركتها وإمالة رأسها، التي تبدو وكأنها تنظر إلينا من وراء النقاب، ومن أذنها يتدلى الحلي الكبير، الذي يشكل حلقة كبيرة تمسك بسلاسل مزخرفة وملونة بألوان مختلفة.

تمتد تلك الموتيفات الشعبية لتشكل خلفية اللوحة، التي قسمها الفنان لثلاثة مسطحات لونية بالطول والعرض، تتناثر وتتألق عليها تلك الموتيفات بألوان هادئة في النصفين العلويين من اللوحة، بينما ظهر الجزء الأسفل من اللوحة ذات لون أسود قاتم، يظهر من خلاله ضربات الفرشاة التي ترسم مربعات متداخلة ومتقاربة الحجم، تعكس تلك المربعات التي تزين النصف السفلي من رداء المرأة.
يقول الفنان سعيد: هذه هي المرة الأولى التي أشترك فيها بورشه "ليلة وفنان"في محكى القلعة، ذلك التقليد الجميل الذي يتكرر في رمضان، ويحمل جوا عاما مختلفا يجمع كل أنواع الفنون في مكان واحد كالفن التشكيلي، المسرح، السينما، عروض راقصة ، وخصوصا أنني أتناول موضوع "الوحدة بين الفنون المختلفة" في رسالة الماجيستير الخاصة بي.

ويتابع : رسمت أمام الجمهور لوحة من روح المكان، حيث أنني استمتعت بالفعاليات الأخرى من حولي كفرق الفنون الشعبية التي قدمت تراثها من جميع محافظات مصر كسيوة ومطروح، ووجود الموتيفات الشعبية في كل مكان من حولي، وورش الحلي؛ ولذلك انعكست كل هذه العناصر على لوحتي.

أما الفنان عادل محمد مصطفى فعمل بشكل تلقائي أمام مسطح اللوحة، وذلك حينما شاهد القلعة وزخم الفنون المختلفة من حوله، فهو في الفترة الأخيرة من أعماله كان يعمل على تزاحم الأشكال في الشوارع المصرية كتداخل السيارات والبشر والعمارات، وقد تناول تلك العناصر في هذه اللوحة بنوع من التفاؤل.

رسم الفنان في أعلى اللوحة طيورا هادئة مستكينة، تقف فوق مبنى ضخم يحتل صدارة اللوحة، متأثرا بتلك القلعة العتيقة التي تضم الحدث، وقد تزاحمت العمائر التي رسمها الفنان بشكل بسيط مجرد من أي تفاصيل أسفل اللوحة، فتقاطعت وتكدست، ثم قلت كلما اتجهنا إلى أعلى اللوحة، حيث هدأت وصفت وذابت داخل التكوينات اللونية الهادئة التي تكون سطح المبنى، والتي تحمل نوعا من الأمل كالألوان الوردية والحمراء؛ فالفنان يستكين دائما في أعماله للألوان الرمادية، التي تمثل سطحا طيبا قد تتصارع عليه مفرداته التشكيلية وألوانه الساخنة.

وهو لا يهتم بالتفاصيل التشكيلية للعناصر بقدر ما يهتم بما يحمله الشكل من دلالات، كما كان يستخدم الفنان تقنية "الكولاج" في أعماله السابقة، وقد كانت هذه الورشة فرصة له كي يستخدم اللون مباشرا على اللوحة دون تناوله "الكولاج، وهذا قد يظهر في العمل.

ورشة أشغال المعادن

وعن ورشة المعادن قال الفنان الدكتور خالد أبو المجد الذي أشرف على الورشة لـ "محيط" : فعاليات المحكى شيء جميل جدا محوره الأول هو علاقة الفن بالتراث والمكان الذي يحمل شخصية قوية وخصوصية عالية نجحت الهيئة في اختياره، فالكثير من الأشخاص تخيل أن قلعة صلاح الدين مجرد مسجد محمد علي، لكن خصوصية القلعة تأتي في الربط ما بين الزمان والمكان والماضي والحاضر.

أما عن الورشة التي أقدمها فالهدف منها تعليم مبادئ الحلي، والاحتكاك المباشر مع الجمهور، وتثقيف الجمهور، وأن نحصل في النهاية على إنتاج بسيط بقطعة حلي لكل مشارك.

وتستمر الورشة عشرة أيام، يتراوح عمر المشترك فيها من 10 إلى 20 سنة، حيث توفر الورشة جميع الخامات والأدوات المستخدمة، ونحن نستخدم النحاس الأحمر والأصفر في الورشة.

أما الفنان عبد الوهاب عبد المحسن رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة فيقول: أدهشني تواجد الجمهور الكبير في محكى القلعة، الذي استمتع جدا بالفعاليات، وكذلك ضيوف مصر من السائحين العرب والأجانب الذين يترددون على المحكى، بالإضافة إلى جمهور المناطق المحيطة بالقلعة.

و الجديد هذا العام، وفق عبدالمحسن، أننا وفرنا وسائل لنقل الجمهور لداخل محكى القلعة، كي نقلل من معاناتهم. أما عن أكثر العروض المميزة التي قدمت فهي السيرة الهلالية وفرقة السباعية، الإنشاد الديني، فقرة الفنانة نسمة عبد العزيز، رقصات التنورة، معارض الكتب التي ضمت كتبا قيمة للغاية ، ورشة ليلة وفنان التي ضمت مجموعة من الشباب الممتاز الذي رسم لوحاته أمام الجمهور مباشرا، ورش المعادن، مقهى نجيب محفوظ الذي يقدم فعاليات هامة، والسينما التي شهدت جمهورا لا نراه في دور العرض، وفرق الفنون الشعبية من محافظات مختلفة التي قدمت رقصات مميزة، فالحدث ككل ظهر في شكل مبهر ورائع.

المصدر: محيط- رهام محمود

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على أيام للثقافة والفنون بمحكى القلعة المصرية

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
12854

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري