مجلة "المجال" الليبية تفتح ملف الإعلام الفضائي العربي

صدر منذ أيام العدد التاسع عشر من مجلة المجال عن جامعة المختار الليبية ولقد استهل هذا العدد د. سالم على أبوالحاسية في افتتاحية عنونها بإبداع المعرفة تحدث فيها عن الإبداعات التي شهدتها قاعات وأروقة جامعة عمر المختار، كما أشار إلى زوار الجامعة من العلماء البارزين في مجال الآثار من بريطانيا وايطاليا وكندا واستراليا الذين التقتهم قاعات الجامعة في محاضرات حول النتائج المبهرة للحفريات الأثرية التي يرعاها قسم الآثار بكلية الآداب في عدد من المواقع الأثرية بمنطقة الجبل الأخضر، خصوصاً في"هوا افطيح" الواقع بين مدينتي سوسة ورأس الهلال ، والذي يعد اليوم من أبرز المكتشفات العالمية التي تدل على وجود الإنسان الشبيه " نياندرتال " قبل حوالي 40 ألف سنة قبل الآن ، ما يشير إلى علاقته بالإنسان الشهير المكتشف في القارة الأوربية في كهف " نياندرتال " في ألمانيا.

كما تحدث عن الجامعة وعن تأسيسها على المعرفة بأهمية المجتمع كمستهدف حيوي لنشاطاتها الثقافية والعلمية ، كما تحدث عن العدد وعن التنافس العلمي الجميل الذي ساد بين كليات الجامعة ، واحتوى هذا العدد على موضوعات متعددة في مقدمتها ربيع المواسم الثقافية والعلمية في جامعة عمر المختار ، كما تابعت المجال محاضرات أساتذة كمبريدج على منابر الجامعة ، إضافة إلى جملة من الأخبار والنشاطات لبعض الكليات.

كما سجلت إشادة عميد كلية الطب الأزهر بقدرات كلية طب جامعة عمر المختار خلال زيارته الأولى للجبل الأخضر ،وخصت المجال ملف مدارات بالحديث عن التحديات الراهنة ، وعن الإعلام العربي في ظل المعلوماتية وكذلك عن الفضاء العربي المفتوح والتحديات الأخلاقية وعن القنوات الفضائية العربية وإشكالية الديمقراطية وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالإعلام العربي المرئي أما الملف الثقافي فقد ضم حوار مع الأديبة السعودية زينب حفني ، وعدد من اللوحات الفنية للفنان التشكيلي العراقي د. عبدالجبار حميدي ، وكذلك حوار ومعلومات دسمة عن الفيلسوف الفرنسي المسلم روجيه جارودي وقصة بعنوان نابولي ، وإشكالية الخطاب التاريخي العربي ، أيضأ فتنة التمذهب آخر تحديات الأمركة لثقافة المقاومة العربية ، كما تطالعون ترجمة قصيدة بعنوان مطر هيروشيما للشاعر بوب ديلان ، وموضوع عن كتاب الرسائل .

أما مرايا هذا العدد فقد كشفت عن حقائق تاريخية بالغة الأهمية ساهمت في ظهورها جامعة كامبردج البريطانية عندما قامت مؤخراً بعملية تنقيب في المنطقة الواقعة بين سوسة ورأس الهلال وبالتحديد في كهف " هوا افطيح " في الجبل الأخضر الذي يعتبر من أهم الكهوف الواقعة على الساحل الشمالي للقارة الأفريقية ، وقد استطاعت الأدلة الأثرية أن تثبت أن الإنسان قد استوطن هذه المنطقة منذ حوالي 100 مائة سنة قبل الآن ، وخلال عملية التنقيب تم العثور على حوالي مليون قطعة منها أدوات حجرية وقواقع وكسر فحمية وعظام حيوانات وقد استخدمت تقنية الكربون 14 في عملية التأريخ.

وقال عالم الآثار الانجليزي أن كهف هوا افطيح في سوسة من أهم عشرة كهوف في العالم ، ويعتبر هذا الكشف العلمي من أكثر الاكتشافات العلمية إثارة في الفترة الأخيرة ، كما بينت مرايا العدد جزيرة كريت في ظل الفتح الإسلامي الأندلسي والعثماني ، ونفت فاطمة ناعوت نافذة بودلير وبنت نافذة لها في منتصف الطريق كي لا تكون وحيدة.

كما ضم ملف علوم موضوعات عدة عن انفلونزا الخنازير الوباء الذي يهدد المجتمعات البشرية ، أما منتدى الانترنت فكان عن تقنية الواي ماكس ، كذلك تم تسليط الضوء في ملف البحوث الجامعية حول عدد من البحوث كالعلاقات السياسية بين مملكة البطالمة وروما ، ونفوذ الأتراك أول رسالة في التاريخ الإسلامي ، والجذور التاريخية للقومية العربية ، كما تم استعراض سريع لعدد من منشورات الجامعة مثل : فسيولوجيا الحيوان "التكاثر والإدرار " والكيمياء الحيوية وأسس دراسة الجدوى للمشروعات الاستثمارية الزراعية وأيضاً أساسيات البساتين الحديثة.

والختام مسكاً مع المبدع سالم الهنداوي رئيس التحرير وعمود المجال الفقري بأطيافه الختامية المميزة حيث تحدث عن ذاكرة الصورة وعن أهميتها في صنع الحدث مؤكداً أن الذاكرة التي خرجت من الصورة بدون قصد تعود إليها بقصد وتلك حالة بصرية عجيبة تصنع الماضي بترميم كان مفقوداً ، وتحدث الهنداوي عن صوره القديمة التي عادت به إلى الوراء مؤكداً أن تلك الصور قد تكون أهم من مستقبل مجهول.

المصدر: العرب أونلاين-عبد الرحمن سلامة