آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › ريشة فتحي عفيفي تحوّل المشاهد السينمائية إلى ابداعات تشكيلية

صورة الخبر: ريشة فتحي عفيفي تحوّل المشاهد السينمائية إلى ابداعات تشكيلية
ريشة فتحي عفيفي تحوّل المشاهد السينمائية إلى ابداعات تشكيلية

آلات ضخمة.. طوفان من العمال العائدين إلى بيوتهم بعد إنتهاء يوم من العمل الشاق.. علاقات متشابكة ما بين الإنسان والآلة يتبادل كل منهما الأدوار فنرى الآلات أشبه بالكائنات الخرافية ونرى البشر أشبه بتروس صغيرة في ماكينة مهولة تدهس كل ما حولها. هي علاقات لا تنتهي بين الإنسان والآلة تعودنا على مشاهدتها في أعمال الفنان المصري فتحي عفيفي ذلك الذي خرج علينا في مطلع الثمانينات من بين هدير المصانع ولهيب الأبخرة وصخب العمال البسطاء.

كنت تلك موضوعاته دائما والتي تعود متابعوه على رؤيتها في أعماله السابقة، غير أنه في معرضه المقام حاليا بقاعة كريم فرانسيس بالقاهرة يفاجئنا بذلك التغير المدهش في سياق تجربته فبدلا من الآلات والأبخرة التي كنا نراها في لوحاته تطرق هنا إلى موضوع آخر لا يقل تشويقا عن سابقه إنها السينما هذه التي شكلت وجدانه وثقافته في صباه وشبابه فترة الستينات والسبعينات يعود إليها الآن بشيء من الحنين إلى الذكريات.. وعن هذه التجربة الجديدة كان لقاؤنا معه بالقاهرة.

يقول فتحي عفيفي: أنا من مواليد حي السيدة زينب وهو من أشهر وأعرق الأحياء الشعبية في القاهرة في هذا الحي كانت تنتشر السينمات الشعبية والتي كانت في متناول الجميع، وكنت دائم التردد على هذه السينمات وأنا صغير فترة الستينات والسبعينات ، فبثلاثة قروش فقط كنت أشاهد فيلمين وكانت هناك ظاهرة منتشرة أيضا في ذلك الوقت وهي وجود بائع للكتب بجوار كل سينما من هذه السينمات فكنت أشتري عند خروجي كتابا بقرش واحد، لذا فأنا أعتبر السينما جزءا رئيسيا ساهم في تشكيل وعيي وثقافتي ، ومن هنا كانت عودتي إليها من خلال هذا المعرض كنوع من الإستراحة والإستجمام وسط هدير الآلات وصخب العمال وغيرذلك من الموضوعات التي أتبناها وإعتاد الناس على مشاهدتها في أعمالي.

* معظم الأفلام التي عالجتها في اللوحات تنتمي إلى سينما الأبيض والأسود فهل هي مجرد عودة إلى الذكريات أم أن هناك سببا آخر؟
- لقد اخترت النماذج التى شكلت وجداني وثقافتي وأنا صغير لدرجة أني أعتقد أن عشقي للرسم بالأبيض والأسود كان مبعثه هذا الإهتمام بالسينما فقد تركت تلك الحقبة بكل رموزها وتفاصيلها علامات واضحة ومؤثرة في تجربتي وحياتي.

ويضيف فتحي عفيفي قائلا: غير أنني هنا ومن خلال تناولي لتلك الذكريات السينمائية أبعث أيضا برسالة إلى الأجيال الحالية التي ينعق بينها الكثير من طيور الظلام والسوداوية، رسالة مفادها أن السينما فن راق بمقدوره أن يشكل وعي الناس على نحو إيجابي وبناء، وهي جزء من تاريخ وثقافة المصريين منذ مايزيد على القرن أقول ذلك لأني أعرف أن النظرة إلى السينما قد تدهورت بعد تنامي روح المغالاة في الدين، والتشدد المقيت الذي بات يحرم كل شيء ويستنكر كل متعة بريئة وفن هادف.

* أنت معروف بأعمالك المنحازة إلى قضايا العمال وأعمالك لم تخرج عن هذه الدائرة منذ وجودك على الساحة الفنية فلتحدثنا عن هذه التجربة التي إستمرت معك طوال هذه السنوات؟
- أنا أعمل في أحد مصانع الإنتاج الحربي منذ سنوات طويلة فأنا عامل قبل أن أكون فنانا وأنتمى بكل فخر وإعتزاز إلى هذه الطبقة الكادحة.. هم أصدقائي وأقاربي وجيراني ويشكلون الجانب الأكبر من محيط حياتي، ولأنه كان لي شغف بالفن منذ كنت صغيرا فقد إلتحقت بالقسم الحر في الفنون الجميلة وتعلمت على يد أساتذة كبار، ولكن على الرغم من إقتحامي للوسط الثقافي ومعرفة الناس بي كفنان تشكيلي إلا أنني مازلت متمسكا بكوني عاملا في المصنع، فأنا أعشق هذا الوسط لأنه وسط صادق وصريح وفي منتهى البراءة خلافا لوسط المثقفين هذا الوسط الذي أحمل الكثير من الملاحظات عنه فهو مليء بالنفاق والكذب والرياء والمدعين وأنصاف المثقفين لذا لم أستطع الإندماج فيه رغم مرور كل هذه السنوات فرغم كوني فنانا وترددي المستمر على منتديات المثقفين ومجالسهم إلا أنني لا أشعر بالراحة إلا وسط العمال، وكل ما يزعجني هذه الأيام هو تغير الأحوال الذي حدث بعد قوانين الخصخصة وما ترتب عليها من ظلم وإجحاف لحقوق هؤلاء البسطاء.

المصدر: العرب أونلاين- ياسر سلطان

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على ريشة فتحي عفيفي تحوّل المشاهد السينمائية إلى ابداعات تشكيلية

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
35530

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري