سيرة ذاتية تكتبها نوال مصطفي عن آمرآة بلا نظير

آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › في كتاب بينظيربوتو ابنة القدر رحلة داخل الحياة

صورة الخبر: في كتاب بينظيربوتو ابنة القدر رحلة داخل الحياة
في كتاب بينظيربوتو ابنة القدر رحلة داخل الحياة

نكتبها بنازير.. والصحيح بينظير.. بلا نظير.. أو التي لا نظير لها.
وقد رأيتها وتحدثت معها وهي في الحكم.. فكنت أول من حاورها في الصحافة العربية.. كان ذلك منذ 17 سنة.. ومن يومها وأنا أرصد مشوارها.. ومصيرها.. في السلطة وفي المعارضة.. في وطنها.. وفي منفاها.. في صمتها.. وفي تحديها للجنرال برويز مشرف الذي قلبت كيانه فور أن أعلنت منافسته في الانتخابات القادمة.
هكذا تتحدث الكاتبة نوال مصطفي عن بينظير في كتابها الجديد (بينظير بوتو.. ابنة القدر) وربما كان هذا هو الدافع الأول لصدور هذا الكتاب الذي يأتي في وقت يتسابق فيه العالم كله لمعرفة المزيد عن بينظير بوتو.. ليس فقط عن اغتيالها ومن دبره أو من المستفيد من ورائه.. لكن عن بينظير نفسها.. فالسؤال الذي يطرحه هذا الكتاب ويجيب عنه اجابة وافية ليس كيف ماتت بينظير ولكن كيف عاشت بينظير ؟

وتوضح لنا الكاتبة نوال مصطفي في فصول الكتاب عن سبب اختيارها لاسم الكتاب بينظير بوتو.. ابنة القدر فتقول إن بينظير بوتو امرأة غير عادية.. فهي ابنة القدر .. القدر هو الذي وضع في فمها ملعقة من ذهب فهي ابنة الرئيس الباكستاني الأسبق ذو الفقار علي بوتو.. والقدر جعل منها امرأة شديدة الجاذبية.. والقدر منحها فرصة التعلم في أعرق الجامعات.. هارفارد وأوكسفورد.. والقدر رمي بها في أمواج السياسة المتلاطمة.. والقدر منحها فرصة تولي السلطة في بلادها لتصبح أول رئيسة حكومة في دولة إسلامية.. وأول رئيسة حكومة تلد في السلطة.. وأصغر رئيسة حكومة في العالم.. وواحدة من أجمل خمسين امرأة في العالم كما قالت مجلة People الأمريكية.
والكتاب سيرة ذاتية لبينظير بوتو لكن بقلم نوال مصطفي تلك الكاتبة التي تشعر بين سطور كتابها بتعاطف أنثوي تجاه بينظير لكن الذي يجول في عقلك هل هذا التعاطف نتيجة اللقاء الذي تم بينهما في عام 1990 أم لأن هذه السيدة قد تحدت كل الظروف والعوامل السيئة في بلادها لتصبح أول رئيسة وزراء لدولة مسلمة في ال35 من عمرها فقط فهل هو تعاطف مع نموذج الأنثي المسلمة القادرة علي قهر الصعاب والوقوف أما الطاغية ، فعندما تقرأ فصول الكتاب فصلا تلو الآخر تسير في رحلة الحياة مع بينظير منذ أيامها الأولي في كنف أب غني ورئيس حزب كبير ورئيس وزراء ثم في رحلة هبوط عندما ينقلب ضياء الحق علي والدها ذو الفقار علي بوتو وتعيش أيام مأساوية هي ووالدتها والارتفاع مرة أخري مع نجاحها في الانتخابات وان تكون رئيسة وزراء ثم اتهامات الفساد والاقالة والسفر خارج باكستان في لندن ودبي ثم العودة والاغتيال.
وتبدأ نوال مصطفي أول فصول الكتاب بسؤال يجعل القارئ يفكر.. فيخرج بنتيجة واحدة أنه لابد أن يقرأ سطور الكتاب واحدا تلو الآخر ليعرف الإجابة.. أما السؤال فهو : هل كان الثأر هو السبب ؟ هل صنع هذا المشهد الدرامي العنيف والحزين تاريخ بينظير بوتو؟
وهل رسم الخطوة الأولي في طريق طويل محفوف بالمخاطر حتي النهاية؟ أما المشهد الدرامي والثأر فقد كان لوالدها الذي أعدم امام عينيها هي ووالدتها، فكما تقول الكاتبة في حوارها مع بينظير أنها لم تختار السياسة ولا أرادت أن تكون يوما رئيسة للوزراء لكنه القدر الذي رسم لها طريقها ووضعها أمام خيار واحد.
وأنا لا أريد أن أقسم الكتاب إلي فصول لأن الكاتبة نفسها لم تسمها بذلك داخل الكتاب لكنها أشبه بمشاهد سينمائية متتالية تحكي قصة الفتاة التي ولدت في باكستان وماتت علي بعد مسافة غير قليلة من مكان اعدام والدها في روالبندي، من أكثر فصول الكتاب تميزا هو حوار الكاتبة مع بينظير وهي في السلطة عندما كانت رئيسة لوزراء باكستان وكيف دار الحوار مع بينظير حول المصاعب التي تواجهها كامرأة حاكمة في مجتمع شرقي تغلب عليه العادات القبلية والتخلف وكيف تواجه المعارضين لها وهل يمثل لها الحمل أي مشاكل أو صعوبات في أداء مهام وظيفتها، وتعقبه بحوار آخر مع زوجها عاصف زارداري بعنوان ( زوجتي رئيسة وزراء ) حيث يتحدث حول حياته مع بينظير الشخصية وكيف يراها داخل المنزل وفي الحكم.
لتبدأ بعدها الكاتبة في تتبع خطوات بينظير في الحياة خطوة تلو الأخري.. ترصدها.. ما هي الظروف وما هي العقبات التي كانت أمامها ؟ وكيف تغلبت عليها ولم تنكسر، فيأتي فصل ( الشجرة الدامية لعائلة بوتو ) حيث تبدأ من الجد وصولا للأحفاد مرورا بكل الأفراد الذين ربطهم رابط الدم وانتهوا أيضا نهايات تحكم الدم بها حيث اعدم والدها وقتل مرتضي بوتو ونواز أيضا أخواها وصولا للأبناء بيلاوال وبختوار وعاصفة أبناء بينظير، وفاطم بوتو ابنة مرتضي والتي تشبهها العائلة بعمتها بينظير ويطلقون عليها بينظير الصغيرة.
لنخطو خطوة أخري مع بينظير حين سافرت إلي هارفارد لاستكمال تعليمها وكيف تعلمت هناك معني الديمقراطية؟ وكيف عاشت وسط المجتمع الأمريكي وهي قادمة من باكستان، وكيف كانت أيام دراستها في الولايات المتحدة الأمريكية؟ ولماذا خرجت مع المظاهرات الرافضة للحرب علي فيتنام؟ وكيف كان يراها زملائها في الجامعة ؟ وبعد ذلك توجهت إلي أوكسفورد وفي عامها الأخير خاضت اول حملاتها الإنتخابية كرئيس لاتحاد طلاب أكسفورد وفازت بها وأصبحت أول بنت آسيوية تنال هذا المنصب، وتعتبر بينظير أن هذه الحملة الانتخابية هي أنجح حملاتها الانتخابية علي الاطلاق.
اما العودة إلي باكستان هذا الهاجس الذي كان يطارد بينظير دائما حتي رجعت في أكتوبر من العام الماضي لكنها كانت تعلم أن عودتها محفوفة بالمخاطر وانها معرضة في أي وقت للاغتيال فما لبثت ساعات بعد عودتها من المنفي الاختياري حتي تعرضت لمحاولة اغتيال لم تصب علي أثرها بأذي لكنها كانت من أكثر التفجيرات دموية في تاريخ باكستان.
لتبدأ بعدها نوال مصطفي في تتبع رحلة الذهاب إلي الموت مع بينظير ووقوفها اما برويز مشرف الديكتاتور الذي تشير إليه كل اصابع الاتهام في اغتيالها حتي الاغتيال يوم 27 من ديسمبر الماضي، ليتفجر السؤال الذي لا إجابة له إلي الآن من قتل بينظير؟ لتشير لنا الكاتبة إلي أطراف كثيرة من مصلحتها أن تختفي بينظير من الساحة السياسية وهم القاعدة وبرويز مشرف وطالبان، لكن الأهم من ذلك أن الكاتبة قد وجهت نظرنا إلي أن الشخصيات التي تترك أثرها وبصمتها بارزة علي سطح التاريخ مثل بينظير بوتو ليس المهم أن نعرف كيف قتل ومن قتله ولكن الأهم أن نعرف كيف عاش؟.. وعلي الرغم من ان الكاتبة متعاطفة جدا مع نموذج بينظير إلا أنها ايضا لم تتناسي أخطاءها التي ارتكبتها وهي في الحكم عندما خلطت بين الحب والسلطة فكان هذا أول مسمار في نعش إقالتها عن الحكم عندما سمحت لزوجها بأن يكون واحدا من أفراد حكومتها والذي عرف بعد ذلك بمستر10 % لأن هذه كانت عمولته علي أي صفقة تتم.
ولم تترك الكاتبة الصحفية نوال مصطفي كلماتها فقط لتعبر عن بينظير وحياتها ولكنها أضافت إلي الكتاب بعدا آخر عندما ألحقت به ملحقا للصور يمثل حياة بينظير حتي قبل اغتيالها بساعات.. فهو كتاب بلانظير عن امرأة بلا نظير

المصدر: eyoun.org

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على في كتاب بينظيربوتو ابنة القدر رحلة داخل الحياة (1)

عاشقة بينظير‏08 ‏فبراير, ‏2008

بينظير ليس لها نظير قد رحل عنا جسدها و لكن اسمها و روحها الجميله ستظل الى الابد مقترنه باسم الديمقراطيه و الحريه الى جنة الخلد يا محبوبة الجماهير احتظنك قلبى كما احتظنتكى تراب السند احبك الى الابد الابد

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
43478

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري