|

مقالاتقصائد شعر وأدب › أدب الانترنت ( الحلم والواقع ) ؟

أدب الانترنت ( الحلم والواقع ) ؟

عنوان ملفت للنظر وموضوع شيق يستحق الكثير من المعالجة والمناقشة، وأنا هنا لن أعيد واكرر ما ساقه الكثيرون قبلي حول هذا الموضوع كل حسب معرفته بل أحببت أن أضيف بعض مما خبرته في هذا الموضوع من خلال تجربتي المتواضعة فيه.

فالأدب من خلال الانترنت هذه النافذة الساحرة التي تضم فيما تضم اكبر مكتبة في تاريخ البشرية واكبر تجمع للعقول والعلماء والخبراء بما فيهم الكتاب والصحفيين والأدباء على أنواعهم والتي نستطيع بكبسة زر الاتصال بهم ومحاورتهم والأخذ برأيهم والاستئناس بمشورتهم ومن الإطلاع على آخر الإنجازات البشرية وفي كل المجالات بما فيهم الأدب،

من كان يحلم على سبيل المثال ولسنين مضت بأنه يستطيع العثور أو الوصول إلى كاتب ما أو دار نشر أو مكتبة أو متحف والاتصال بهم والتواصل معهم والإطلاع على مؤلفاتهم وهو جالس في مكتبه أو في بيته يحتسي القهوة ؟

بل لنقل ابسط من هذا من كان يستطيع لسنين ماضية قليلة خلت أن يتصور بأنه من الممكن أن يستلم في بريده الالكتروني وفي كل صباح نسخة عن اكبر واشهر الصحف العربية والعالمية حتى قبل أن تصل إلى الباعة في السوق فيكون أول المتلقين للخبر والمتفاعلين معه والمعلقين عليه وهو لازال في ثياب نومه يتناول فطوره مع تناوله لهذا الغذاء الروحي دون تكلف ؟؟؟

وحتى لا أضيع واخرج عن الموضوع وهو متشعب وكبير وشائك وله فروع طويلة لا تسعه الصفحات أقول بان الانترنت ومحاولة الانتشار والتعريف بالكاتب وأعماله كبيرا كان أو صغيرا معروفا أو مغمورا ستفرض نفسها لسنين قادمة كثيرة ولا يقدرها ويعرف قيمتها الحقيقة إلا المهتمين بها، خاصة بعد التوصل إلى اختراع الكتاب الالكتروني والذي سيطرح بالأسواق قريبا حيث يستطيع القارئ أن يمتلك كتاب واحد لا يتجاوز حجم ووزن الكتاب العادي ويضم مئات الألوف من الكتب بما فيها تلك التي تهتم بالأدب حيث يستطيع القارئ وبلمسة بسيطة من إصبعه أن يطالع أي مخطوطة أو كتاب وهو جالس في الحديقة دون أي جهد يذكر؟؟؟ ( هذه حقيقة وليست خيال علمي)

أما عن أدبائنا العرب ومدى مساهمة الانترنت في التعريف بهم ونشر أعمالهم فانا أراها محدودة الفائدة خاصة فيما يخص الأدباء الكبار حيث لازالت أعمالهم حبيسة الكتب ودور النشر وحقوق المؤلف الخ الخ هذا إذا أضفنا عليه عدم تفرغ أي هيئة رسمية أو غير رسمية في فهرسة وجمع أعمالهم وتبني نشرها ووضعها في خدمة القراء على الانترنت دون مساومة، وأنا أتسائل هل سيأتي اليوم الذي أجد فيه كتب وأعمال أدبائنا الكبار العرب وشعرائهم في متناول اليد على الانترنت؟؟؟

فاصل بلمسة زر إلى أعمال العقاد أو توفيق الحكيم أو طه حسين، أو أطالع كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة ثم أعود لأتفقد شعر المتنبي أو احمد شوقي أو نزار قباني، إلى آخر اللائحة ؟ لا أظن ذلك؟ !
ولهذا قفز إلى الواجهة وعبر هذه الوسيلة البسيطة هذا السيل الجارف من الكتاب والأدباء الجدد منهم الشاب الذي أغواه الانتشار السريع لأعماله ومنهم المخضرم الذي سحر بهذه الوسيلة العصرية وحاول استدراك الزمن لينشر بعض ما كان يحلم في إيصاله للناس من أعمال بعد أن نفض غبار التقصير والإهمال وأخرجها فرحا من بطون الدفاتر العتيقة عله يفيد بهذه الوسيلة السهلة الآخرين من خبرته وعلمه، وأنا هنا لن أتناول الكثيرين مما عرفتهم وقد كتبوا الشعر الموزون والروايات والقصص الأدبية منها والتاريخية وقد غادروا الدنيا دون أن يطلع عليها احد ؟

إذا وكما هي حالي أرى بان الاتصال والتعريف ونقل العمل على الانترنت هو كواجهة لعرض ما ننتج نستطلع القراء آرائهم، هي إذا أحببتم وسيلة لجس نبض الشارع والمهتم بالأدب والمطالعة بشكل عام نقيس فيه درجة اهتمام الآخرين بأعمالنا ؟

إذ أن الكاتب عندما يكتب عملا ما لا يرى مهما بلغت فيه قوة الملاحظة ومهما تمتع برهافة الإحساس أو تلك الحاسة العظيمة التي يسمونها الحاسة السادسة، لا يستطيع أن يرى كل ما يراه الآخرون بأعماله، ولهذا بعد عرضها سيكون هو أول القراء لها عن بعد وسيشعر بأنه ليس وحده القارئ ولهذا سيعمل دون كلل على التشذيب والتصحيح عبارة من هنا كلمة من هناك حتى يصبح العمل متكاملا ونظيفا وقابلا للمداولة والنشر،

إذا هي وسيلة ونافذة ( فيترينه) وأنا اتبعها من خلال موقعي الخاص لكي اعرض ما أنتجه من أعمال أدبية دون الحاجة لان أأخذ تصريح من أي كان بذلك ودون رقابة أو قص وفوق كل ذلك هو عدم شعورنا بالارتباط بأي كان سوى العمل الذي نحب أن نقوم به والمتلقي المهتم بما نعمل، وان لا اتفق مع ما ذهب إليه البعض في موضوع عدم قدرة الانتشار والوصول إلى القارئ عن طريق المواقع الخاصة خاصة بوجود مئات المواقع المختصة بالأدلة ويكفي أن يسجل الموقع بإحداها حتى يجدك أي محرك بحث سواء باسمك الشخصي أو باسم الموقع وبأي لغة؟ وهذه إحدى الميزات الكبيرة التي يتمتع بها الانترنت .

طبعا مع عدم إغفالنا بأنه لن يكون الوسيلة الشعبية في العالم العربي إلا بعد أن يعمم على المدارس ودور الثقافة ويصبح في متناول الجميع كجهاز التلفاز والذي أتوقعه قريبا جدا وأنا متفائل بذلك لما تخطوه صناعة الكمبيوتر من خطوات سريعة وعملاقة حيث قد لا تمر سنوات لا تتجاوز أصابع اليد دون أن يحل جهاز واحد بدل كل الأجهزة المنزلية المعروفة وعندها لا يحرم الأمي من المعرفة فسيكون باستطاعته الحوار مع جهازه وتلقي ما يحب منه عن طريق الصوت والصورة وبلغته التي يعرفها حتى وان كان ساكنا في مجاهل ألامزون أو في الاسكيمو أو في منطقة قفرة من العالم ؟؟؟ هذا ولا شك حتمي وننتظره بفارغ الصبر حتى يعم العلم والمعرفة وتصبح بمتناول الجميع دون استثناء.

الكاتب: يحيى الصوفي

التعليقات على أدب الانترنت ( الحلم والواقع ) ؟ (3)

izati bi islamiTuesday, August 13, 2013

ما أحوجنا لأن ننير ونستنير بقرائح عربية فدة بارك الله فيكم .

حلم منتظرMonday, March 4, 2013

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عند قراءتي للعنوان لم اتوقع وجود تلك الثقافة بين الاسطر.
حقيقتا سعدت بطرح هذا الموضوع
كما تمنيت من العالم أجمع قراءته.
ف البعض لا يدرك هذا
ولا يعرف كيف يتصرف في ظل التكنولوجيا.
ف بدلا من أن يتثقف تجده يتراجع ذهنيا وحضاريا مع ذاك العالم العملاق.
أشكر لكم حرصكم ونصائحكم
وبارك الله فيكم أجمع

dreamscity.netSaturday, November 15, 2008

مشكورين علي المقاله الجيدة



بارك الله فيكم

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
42535

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

المقالات الأكثر قراءة
مقالات جديدة
Most Popular Tags