|
نكبة السيول وأزمتها

بقلم : د.حمدي هاشم .. قد لا تكون نكبة إذا ما توفرت خطط عملية ضمن استراتيجية لمواجهة أخطار مياه السيول والأمطار الشديدة وتعزيز وسائل تخزينها بمواقع مختارة تدعمها الظروف الطبيعية للاستفادة منها كمياه للشرب والزراعة والتنمية العمرانية في مناطق متعددة بشبه جزيرة سيناء وقرى الظهير الصحراوي المقترحة بشرق النيل في كثير المحافظات المصرية. وما زالت ذكرى احتراق منازل قرية درنكة بأسيوط من سيول هادرة حملت في طريقها مواد بترولية أشعلتها أعمدة الإنارة ووقوع ضحايا من البشر وغرق مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وتشريد كثير من سكان القرى التي ضربتها قوة المياه، ولم يكفى مرور خمسة عشر عاماً على حدوث تلك السيول في نوفمبر 1994 وسيول يناير 2010 التي خربت مناطق واسعة بمحافظات أسوان وسيناء، لإعداد وتطوير استراتيجية لمواجهة أخطار السيول بالمناطق المنكوبة والمعرضة لذلك. ورغم تحذير وزارة الموارد المائية والري ومعها الهيئة العامة للأرصاد الجوية قبل أيام معدودات من تعرض تلك المحافظات لسيول مدمرة، ضاعت الفائدة العلمية من وراء تلك التوقعات لعدم تأهل أجهزة المحليات للتعامل مع مثل هذه التحذيرات في ظل غياب الاستراتيجية العامة لإدارة الكوارث الناتجة عن السيول، ودليل ذلك التدخل الفاعل للقوات المسلحة بخبرتها وإمكانياتها في السيطرة والإخلاء لتقليل الخسائر.

 

من المفترض أن مخرات السيول تمثل نهايات الأودية الجبلية في طريقها للتخلص من فائض الأمطار بالمجارى المائية، وأنها من ثوابت التخطيط العمراني التي يجب حماية حرمها من التعديات وصيانة مجراها وتقوية جوانب مساراتها داخل الكتلة السكنية لتعزيز وظيفتها في أوقات حدوث السيول وقبل ذلك منع وتجريم البناء فيها. والشاهد بالمحافظات خروج المخرات عن وظيفتها الرئيسية باستخدامها للتخلص من المخلفات الصلبة وممارسة بعض الأنشطة البشرية، ومنها قرية الزبالين التي توطنت بعيداً عن المنازعات مع الأجهزة الحكومية وافترشت مساحة كبيرة داخل مجرى وادي الجبو بمحافظة حلوان، بل تم اختيار أراضى دلتا وادي جراوى لإقامة مصانع الحديد والصلب والكوك والكيماويات الأساسية والأسمدة وعلى حوافها تقع محاجر الشركة القومية للأسمنت، وقد كانت شعاب وادي جراوى بحلوان ذات شهرة واسعة عند الفراعنة للحصول على الحجر الجيري والمرمر، وكذلك بنى فيها أقدم سد في التاريخ. ويقع بمحافظة حلوان خمسة مخرات للسيول، طره والمعصرة وكفر العلو والتبين وأطفيح، التي تبلغ جملة أطوالها نحو عشرين كيلو متراً داخل الكتلة المبنية، وتصلها المياه من ستة أودية رئيسية تشغل حوالي 700 كم، وجميع تلك المخرات لا تخلو من مختلف أنواع التعديات التي تشكل بدورها إعاقة لتصرف مياه الأمطار، وقد تؤدى إلى كوارث بشرية عند تعرض المناطق الجبلية في نطاقها للسيول المدمرة.

 

يؤيد بعض خبراء المياه،أن تعرض محافظات سيناء وأسوان والبحر الأحمر لسيول مدمرة كان أمراً متوقعاً نتيجة تزحزح خطوط المطر بفعل التغيرات المناخية الإقليمية.ومن شواهد السيول الأخيرة التي يجب وضعها في الاعتبار مستقبلاً، تغير سلوك التيارات الدوامية للأعاصير المسيطرة على خصائص المناخ في جنوبي مصر، والتي دمرت أعداد كبيرة من أبراج نقل الكهرباء من المحطات المائية في السد العالي وخزان أسوان، ومن توابعها توقفت مصانع عن الإنتاج و تهدمت منازل وغرقت آلاف الأفدنة المنزرعة وتلفت الأشجار المثمرة وكذلك البنية التحتية من الطرق والمحطات وشبكات الصرف الصحي ومياه الشرب والغاز. أضف إلى ذلك الأضرار النفسية للأطفال نتيجة الهلع والشعور بالخوف من جراء تعرضهم المفاجئ لكارثة السيول، وفقد كثير من الأسر لمصادر رزقها وأماكن إقامتها. ومع تكرار نكبة السيول وأزمتها المستمرة، يتطلب الأمر إعادة رسم خريطة مخرات السيول، والبحث عن بدائل أخرى للمخرات التي اغتصبت أو ردمت نتيجة تعارض المصالح بين الأهالي والحكومة، وتعزيز المخرات بالمحافظات الأكثر تضرراً بإقامة سدود وحواجز الإعاقة والتخزين لتعظيم الاستفادة منها مع الأزمة القادمة للمياه، وقد يستدعى ذلك تشكيل لجنة قومية لإدارة أزمة السيول والأمطار الشديدة والسيطرة عليها وتأمين التمويل اللازم لمواجهتها، ويبقى أن تنفيذ ذلك رهن برفع كفاءة أجهزة المحليات من النواحي الإدارية والفنية وتفعيل دور المشاركة المجتمعية من رجال الأعمال والمستثمرين والجمعيات الأهلية.

الكاتب: د. حمدي هاشم

التعليقات على نكبة السيول وأزمتها (8)

ليماSaturday, May 4, 2013

استغفر الله ياحكووومه تعدلي حيلي عنا السيول اصرفيها يه ^^

سلوىFriday, February 15, 2013

يجب على الحكمومة انشاء ابار لكى تبلع هذة المياة ويجب على الحكومة انشاء وزارة للمياة

محمودMonday, April 30, 2012

ماذا يحدث اذا كانت الاثار فى العريش واسوان من الحجر الجيرى

Hamdy SaadSunday, February 28, 2010

this report is very specific and address the solutions to solve this problem

حسن الهاميSaturday, February 27, 2010

برفق صورة عاملان من الأجهزة المحلية لمحافظة القاهرة يستخدمان «المقشات» لكسح مياه الأمطار كتب محرر المصري اليوم

يوم ممطر يسقط ٣٠ عاماً من «البنية الأساسية»

٢٧/ ٢/ ٢٠١٠

تعرضت كفاءة الدولة، أمس الأول، لاختبار جديد قادم من السماء، بأمطار غزيرة تسببت فى ارتباك كبير فى عدد من المرافق الأساسية، وحالة من الشلل على الطرق والمحاور الرئيسية وسط تكدس المياه فى الميادين والأنفاق والشوارع، حتى اليوم التالى.



وفى الوقت الذى تعطل فيه «مترو الأنفاق» لمدة تجاوزت ٣ ساعات، لقى ٦ أشخاص مصرعهم وأصيب ٤١، وتشرد ٥٠ آخرون فى المحافظات، إلى جانب إنقاذ ١٤٠٠ سائح فى جنوب سيناء من الغرق. وفى الدويقة بالقاهرة شبّ حريق كبير بسبب ماس كهربائى وتحطمت ٣ طوابق من منزل بسبب النيران، ولم تتمكن سيارات الإطفاء من الدخول بسبب ضيق الشوارع.



وتعطلت فى القاهرة الكبرى حركة السير لمدة ٤ ساعات متصلة، وزاد تكدس المياه ومنسوبها العالى، مع عدم تمكن سيارات «الشفط» من السيطرة عليها، من صعوبة الحركة والسير. وفى مطار القاهرة، أدت الأمطار إلى تأخر ٢٣ رحلة طيران وغلق صالة السوق الحرة بعد سقوط جزء من سقفها، وتخلف العشرات من الركاب وأطقم الطائرات عن رحلاتهم.



وفى الإسكندرية، استمر إغلاق البوغاز أمام حركة الملاحة بميناءى الإسكندرية والدخيلة لليوم الثانى على التوالى، وتعطلت الخدمة التليفونية بشبكات المحمول الثلاث، إلى جانب التليفون الثابت لفترات مؤقتة. وأصيب العشرات من ركاب «المترو» باختناق شديد، فيما تعطل قطار بين محطتى رمسيس وغمرة، لمدة تجاوزت الـ٤٥ دقيقة.



وعانى أغلب المواطنين من مشقة العودة إلى منازلهم، وتجمعت المياه الغزيرة فى شوارع صلاح سالم ومصر الجديدة والمهندسين والجيزة، وأدت برك المياه إلى تعطل عدة سيارات. وبينما تعانى المحافظات المختلفة والقاهرة الكبرى من بعض حالات الوفاة والخسائر المالية بسبب الأمطار، كان لافتاً لجوء أجهزة الدولة لكسح برك المياه باستخدام المقشات القديمة فى شوارع وسط البلد.





التعليق : هناك احتمالان لا ثالث لهما هو ان الامطار مفاجئة أو كانت متوقعة ... فان كانت مفاجئة فذلك يعني اننا يجب ان نؤسس نظاما لمواجهة المفاجئات ، و اذا كانت متوقعة فاننا يجب ان نؤسس نظاما للتعامل مع التوقعات ... اما اذا كان لدينا نظاما فاننا يجب ان نراجعه و نسترجعه فعالا وليس قوالا ، يستعد فيما بعد الازمة باطلاق تصريحات التهوين من حجم الخسائر ، و التهويل من حجم الاعمال

نجاح ادارة الازمات مرورا بالامطار و الزلزال و السيول هو اتباع منهج مخطط ومسبق ومحدد الادوات و الاليات من حسيث الجهات و الافراد المنوط بها العمل ثم مراجعة ما تم خلال الازمة دروسا و تجويدا و تطويرا

امرا عاديا ان نتعرض للامطار والسيول والزلزال ، لكن غير العادي ان نجد اوراقا بلا تفعيل ، وازمات بلا ادوات واليات ، و ضحايا جراء اهمال أو تجاهل

د زكريا فؤاد فوزىFriday, February 26, 2010

بداية نود أن نذكر اهمية الموضوع المتناول طرحة و نؤكد على ان ما طرح بهذا المقال تذكرة لأولوا الألباب فالذى حدث و شاهدتة من دمار جراء السيول يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن الوقاية خير من العلاج و أن تبادل الأتهامات ما بين المسؤلين عن التعديات فى مجرات السيول يبين أن مخرات العقول هى الأساس و هى السبب ليس فقط فى مخرات السيول بل فى كل نكبة أو كارثة تصيب الوطن الحبيب و انة علينا أولا و ثانيا و أخيرا أزالة العشوائيات و لا أقصد هنا عشوائيات الطرق أو المساكن و لكنى أقصد عشوائيات الفكر و السلوك أو التخطيط و التنفيذ و عند ذلك قد تصبح محنة السيول منحة نستفيد منها فى تخزين المياة أو أستخدامها فى زراعة العديد من الأفدنة الزراعية أو فى غير ذلك من الفوائد و هكذا فى كل محنة قد تحول الى منحة بمزيد من الوقاية و التخطيط السليم .

Sayed KorshomThursday, February 25, 2010

مين يقرأ ومين يسمع ؟
متى نعمل كما نتكلم ؟
متى يتحسن الأداء الحكومي وأداء المحليات ؟
متى ينصلح حالنا؟

محمد فايد عثمانThursday, February 25, 2010

أواصل منذ ثلاثة أسابيع فقط متابعتي لأفكار وأطروحات ودراسات علمية وعملية ممتازة جدا وهامة للدكتور / حمدي شاهين ___ بل وأحس بندم شديد لأنني لم أتعرف على هذا الإنتاج العلمي الغزير والهام إلا منذ مدة قريبة . على كل حال آمل أن تهتم الدول العربية بتجسيد هذه الأفكار التي طرحها سيادته في مجال السيول ومخاطرها والاستعانة به شخصياً وبخبرته في هذا المجال ومجالات خدمة البيئة وتنميتها
ـ أقول لهذا الرجل إنني سعيد جداً بالتعرف إلى أفكارك الرصينة وأسلوبك المتميز وأود لو أتعرف إلى شخصيتكم النبيلة
دعواتي لكم بدوام التوفيق والبذل من علمكم الغزير والله يحفظكم
الشاعر / محمد فايدعثمان

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
70683

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

المقالات الأكثر قراءة
مقالات جديدة
Most Popular Tags