|

مقالاترؤية ورصد للأحداث › الطيور الهاربة

الطيور الهاربة

لم يعد الحال في مصر خفياً من أزمة اقتصادية في المقام الأول وأزمة ثقافية وأزمة سياسية، بات معهم كل شيء مستحيل في الوطن. حتى وصل بنا الحال إلى أن نوجه نداءات موجهه عبر الإذاعة (البرنامج العام) للشباب حتى لا يهاجروا أو بالأحرى لا يهربوا من الواقع المرير.

ونسوا أو تناسوا أن علاج هذه الظاهرة هي البحث عن أسباب المشكلة و علاجها من جذورها وليس بالنداء عبر الإذاعة مع الموسيقي الحانية التي تدغدغ النفس من حب الوطن!!.
باعثين الإرشادات والنصح بأن من "خرج من داره قل مقدار" بل العكس هو الصحيح من بقي في داره قل مقداره وهذا هو لسان حال كل الشباب الذين لم يجدوا ثروة كافية – قد تصل إلى 60000 جنية- ليهربوا بطريقة غير شرعية عبر الحدود وقد تكون حياتهم ثمنا لذلك ، ومن حالفه الحظ وسافر عاد ومعه كل أسباب إحباط الشاب الذي لم يستطيع أن يسافر، وهى تتلخص في السيارة و الفيلا والمشروع والعروس الحسناء والتي ربما كانت مخطوبة إلى الشاب المحبط ولكن كل شيء يتغير وكله حسب العرض الطلب –قانون السوق- وصاحبنا المحبط بات أضل سبيلا من الأول ولا يستطيع أن يكفي نفسه بل يعيش عالة على والده الذي صرف علية دم قلبه ليصبح متعلما!!

ليس معنى هذا أننا مع السفر للخارج بكل ما يحمله من عيوب ومخاطر وظاهرات اجتماعية سلبية جديدة على مجتمعنا. بل هو فى الوضع الحالي للشباب .. المفروم بين شقي الرحى وهما إما أن يقبل بشظف العيش ، وينتظر الوظيفة وهو ما أصبح شبه مستحيل بعد توجهات الحكومة الغراء للحد من أعداد الموظفين ، والشق الثاني هو العمل بالمجال الخاص والتى لا تنفك تدرك أزمة البطالة وتستغلها بان تقلل الأجور ، وفى نفس الوقت تستهلك العامل في ظل غياب رقابة جدية على حقوق العمال من قبل وزارة القوى العاملة والتأمينات والمعاشات. وسيان من يعمل بالقطاع الخاص أو العام لا يستطيع مواكبة الغلاء والحالة التي انتابت الأسعار وبالكاد يمكن وقد يستطيع ان يتزوج.

 بين غياب التقدير العادل عند أصحاب العمل الخاص وتقنين أو منع التوظيف عند الحكومة ، ومن يمر من كلا الاثنين "المحظوظ"  ليجد نفسه يتقاضى مرتبا لا يضمن له حياه كريمة و مستقرة وعادلة. في الحالتين يضطر الشاب المحبط ليعمل أكثر من 16 ساعة يوميا. ويقف الشاب عجزا بطموحة ليس بصعوده إلى القمر أو المريخ أو فتح عكا!!! ولكن بالحياة الكريمة وتكوين أسرة محترمة لتكون له سبل الاستقرار النفسي الإجتماعى.

ونحن نعرف أن الأسرة هى وحدة بناء المجتمع وإذا صلحت صلح المجتمع والعكس - والحمد لله العكس شغال على طول الخط- وينظر ويتطلع إلى ما قد تحققه مغامرة بالسفر قد يدفع حياته لها مثلما حدث للكثير من شبابنا الغر في مثل هذه المحاولات.


كل ذلك والمطلوب من الشاب المحبط أن يجلس في داره ولكن السؤال هو هل الجلوس في الدار يحفظ المقدار؟؟ لو كان كذلك لما تفوق العالم الدكتور أحمد زويل ، وفاروق الباز ، ومجدي يعقوب ، ويا خسارة الأمم بأبنائها وبعقولهم المهاجرة التي لم تجد في الوطن البيئة المناسبة لإخراج مواهبهم بل تركتهم للأمم الأخرى لتستفيد بها وتقوى أكثر وأكثر.


فالأحرى بالحكومة الرقمية بدلا من توجيهات النداء الى الشباب. عبر الإذاعة حتى لا يغادرواالوطن أن يعالجوا المشكلة من جذورها. فالبلد تحتاج إلى كثير من السواعد والعقول ولكن أين التخطيط الجيد. حتى تصح المقولة فعليا ويكون من خرج داره قل مقداره!!!!!!

 

محمد الحجري
المصدر: شبكة عرب نت فايف http://www.arabnet5.com/articles.asp?c=2&articleid=3432

الكاتب: محمد الحجري

التعليقات على الطيور الهاربة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
96195

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

المقالات الأكثر قراءة
مقالات جديدة
Most Popular Tags