|

مقالاترؤية ورصد للأحداث › وتستمر المؤامرة الصهيو إمريكية على سورية . بقلم: غالب راشد

وتستمر المؤامرة الصهيو إمريكية على سورية . بقلم: غالب راشد
مخطئ من اعتقد أن أمريكا وعملاءها قد أعياهم التعب في البحث عن وسائل للتدخل في الشأن السوري بطريقة مباشرة ،فكلما فشلت وسيلة جاؤوا بخطة جديدة أكثر مكرا وخبثا من سابقاتها ، ولا غرو في ذلك فهذا ديدن السياسة الأمريكية الصهيونية ، ومن ينكر علينا هذا القول له في الحصار الغاسم المفروض على كوبا من قبل أمريكا منذ عام 1959 وحتى هذه اللحظة ، وله في الخطوات التي انتهجتها مع العراق من حصار ظالم استمر 12 عاما وانتهى باحتلال العراق واسقاط الحكومة الشرعية فيه وتفكيك أركان الدولة وإذكاء الحرب الطائفية بين العراقيين أنفسهم أدلة قاطعة ودامغة على أن الأجندة الأمريكية لن تتغير نحو الدول المارقة والخارجة عن قانونها وسياساتها في العالم .
تلك السياسة التي تصب في المقام الأول ، في منطقتنا ، في خدمة الكيان الصهيوني وأهدافه في تفتيت دول المنطقة واشغالها في حروب طائفية ومذهبية وتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية .
وحين تشكل أمريكا حلفا بحجة محاربة الإرهاب الذي يمثله تنظيم داعش والذي ثبت أنه صناعة أمريكية بامتياز وبتمويل وتدريب من دول المنطقة يجعل المتابع يجزم أن المؤامرة على سوريا قد دخلت منحاً جديدا ومنعرجا خطيراً ، يتمثل في التدخل والاعتداء المباشر على الأرض السورية وانتهاك السيادة الوطنية للدولة . وقد توزّعت الأدوار بين أمريكا وحلفائها في المنطقة وعلى رأسهم تركيا التي ما أنفكت طيلة أربع سنوات من العمل علىإطالة عمر الأزمة السورية واستنزاف قدرات الجيش السوري .
تركيا التي أعلنت عدائها للنظام السوري علانية لا زالت تردد تلك الأسطوانة وبدأت تحاول بمباركة أمريكية صهيونية في تنفيذ الوجه غير المعلن رسميا عن أهداف محاربة داعش وهو احتلال الشمال السوري بحجة إقامة منطة عازلة لحماية اللاجئين السوريين ، وقد كانت مدينة عين العرب كوباني الكردية الباب الذي فتحته للدخول إلى الشمال السوري ، وتقوم السياسة التركية التي تباركها أمريكا وإسرائيل بعدم السماح بانتصار المقاومة الكردية على عصابات تنظيم داعش من خلال اغلاق الحدود في وجه المقاتلين الاكراد للالتحاق برجال المقاومة داخل المدينة المحاصرة منذ أكثر من شهرين وغض الطرف وتسهيل وصول الامدادات العسكرية الى داعش ، بل التنسيق العلني معها .
إن الحكومة التركية تسعى من خلال استغلالها لمحنة الأكراد السوريين في تحقيق جملة من الأهداف على رأسها وأد تجربة الحكم الذاتي للأكراد سورية أولا ومن ثم ربط مصيرهم بيدها ، فالمساعدة التركية الأمريكية للمقاتلين الأكراد في سوريا مرهونة باعلان الحرب على النظام السوري والدولة السورية والسماح لما يسمى بمقاتلين " الجيش الحر " الدخول الى المدينة ، تلك الخطوة التي تمهد لانشاء المنطقة العازلة والاستمرار في محاربة النظام السوري واستنزاف قدرات الجيش والدولة السورية تحت مسمّى المقاومة المعتدلة التي طالما تغنّت أمريكا وحلفاؤها في دعمها .
وما حدث بالأمس من السماح بدخول عناصر من قوات البشمركة الكردية العراقية ولمقاتلين من "الجيش الحر " إلى داخل مدينة عين العرب بحجة مساعدة المقاتلين الأكراد ضد داعش ما هو الا انتهاك سافر واتداء على الأراضي والسيادة السورية
وتسعى تركيا الأردوغانية التي تحلم بأمجاد العثمانيين من السيطرة على منابع النفط في الشمال السوري والحاقه بالدولة التركية التي لا زالت تحتل لواء إسكندرون منذ عام 1936بعد مؤامرة مع الانتداب الفرنسي .

إننا لا نقلل من قدرات الدولة السورية ووقوفها على أدق التفاصيل فيما يحاك ضد وحدة الآرض السورية من مؤامرات ولا نقلل من بطولات الجيش العربي السوري الذي سطر ولا زال أروع ملاحم البطولة في التضحية والشجاعة ، ولكن يجب أن تتحرك سوريا سريعا بمساعدة أصدقائها وكل الاحرار في العالم لوأد المؤامرة في مهدها في الشمال والجنوب السوريين وعدم الاكتفاء بالتصريحات المنددة والمستنكرة فأعداء سوريا لا يفهمون غير لغة القوة والثبات .
ومطلوب من الشعب السوري في الداخل والخارج التعبير عن رفضه التدخل في شأن بلده الداخلي وحتى أولئل الذين يسمون أنفسهم بالمعارضين عليهم أن يفهموا أن الحرية والتغيير لا يأتي على ظهر الدبابات التركية والأمريكية.

الكاتب: غالب راشد - دام برس

التعليقات على وتستمر المؤامرة الصهيو إمريكية على سورية . بقلم: غالب راشد

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
98971

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

المقالات الأكثر قراءة
مقالات جديدة
Most Popular Tags