|

مقالاتالبيئة والتنمية - مقالات في البيئة والتنمية › ارتفاع سعر المازوت والغش وغياب الدعم حوافز لتدمير البيئة

ارتفاع سعر المازوت والغش وغياب الدعم حوافز لتدمير البيئة

بقلم : رامح حمية .. عاد مشهد سيارات الـ«بيك- آب» المحمّلة بالحطب المقطّع إلى المشهد البقاعي، إذ يكفي الانتظار عند تقاطع أحد الطرقات لمشاهدة أطنان مقطّعة ومكدّسة من حطب السنديان والملول ودوالي العنب واللوز، تصول وتجول بين القرى والبلدات البقاعية بقصد تلبية طلبات الأهالي، التي بدأت بالازدياد مع ارتفاع سعر صفيحة المازوت، استعداداً لشتاء البقاع القارس، ومع هذا المشهد بدأت تجارة حطب التدفئة في البقاع ترسم بحركتها الناشطة، معالم للمعاناة الاجتماعية التي يواجهها أهالي المنطقة مع بداية شهر أيلول، الذي يتزامن مع ارتفاع أسعار المحروقات.
وتشير إلى الكارثة البيئية التي تقضي على الثروة الحرجية مع حلول كل خريف. واستعدادات المواطن البقاعي للشتاء المقبل انطلقت، ولكن بوتيرة منخفضة بالنظر إلى المتطلبات الحالية لشهر رمضان وللمؤونة الشتوية، «لكن الحطب من الأولويات التي نسعى إلى تأمينها باكراً، وتوضيبها قبل ازدياد الطلب على التجار، وارتفاع الأسعار» كما يقول حسين الحسيني.
واشار الحسيني إلى أنه «اشترى ستة أطنان من حطب السنديان واللوز بقيمة مليون وأربعمئة ألف ليرة، وهي كمية تكفي فترة الشتاء، على عكس المازوت الذي يعدّ مرتفع الثمن نسبة إلى الحطب، ولأننا قد نضطر إلى البحث عن المازوت بالغالون كما في العام الماضي».
بدوره يرى محمد حمية أن الفارق المالي خلال هذه الفترة من السنة بين الحطب والمازوت ليس بالشاسع جداً، إلا أن المفضّل لدى غالبية الأهالي، الحطب لأنه يوفّر الدفء الفعلي في الشتاء، بينما المازوت يأتي في كثير من الأحيان مغشوشاً.
من جهتهم، فإن تجار الحطب يرون أن الموسم قد بدأ فعلاً، ويظهر ذلك من خلال الطلبات المتزايدة على جميع أنواع الحطب. عيسى حيدر أحد تجار الحطب، ومتعهدي اقتلاع الأشجار من البساتين والكروم رأى أن سبب بدء الموسم باكراً لدى الأهالي يعود إلى كونهم خائفين من ارتفاع أسعار الحطب، أو حتى ندرته والتأخر في تأمينه، وخصوصاً مع الارتفاع الذي بدأت تشهده بورصة مازوت التدفئة، موضحاً أنه «يضمن» الكروم والبساتين من أصحابها، ويعمد إلى تقطيعها وبيعها.

ورأى أن طلبيات الحطب حالياً لا تقتصر على السنديان بل تتعداها لتصل إلى دوالي العنب واللوز والمشمش، وذلك بسبب أسعارها المنخفضة في مقابل السنديان. فسعر طن حطب العنب لا يتعدى الـ150 ألف ليرة، وكذلك حطب المشمش والكرز، فيما طن حطب اللوز يبلغ ثمنه 200 ألف ليرة، والسنديان 225 ألفاً «مقطّع وواصل إلى المنزل». وكشف حيدر أن حطب السنديان يُستقدَم خلال هذه الفترة من أحراج جبيل، وأن سعر الطن يختلف كلما زادت المسافة عن القرى المحاذية لطريق عيون السيمان حدث بعلبك.
الجدير بالإشارة أن سعر صفيحة المازوت ارتفع من 13600 ليرة في نهاية عام 2008 إلى 18700 ليرة حالياً، أي بزيادة 5100 ليرة في غضون ثمانية أشهر، أي بما نسبته 37.5 في المئة.
وتتوقع الأسواق المزيد من الارتفاع في الاسابيع المقبلة بسبب ازدياد الطلب العالمي على هذه المادة، فيما الحكومة اللبنانية معطلة وهي غير قادرة على اتحاذ أي قرار بدعم السعر قبل تأليف الحكومة الجديدة.

ويقول الأهالي إن تفضيلهم الحطب على المازوت لا ينحصر بالسعر وإنما يتعداه إلى تجربتهم في العام الماضي عندما عانت السوق من ندرة في العرض وتراجع كبير في كمية المازوت المهرّب فضلاً عن وجود كميات كبيرة من المازوت المغشوش الذي يعرّض حياتهم للخطر ولا يبدو أنه فعّال في تشغيل أدوات التدفئة.
وتحتاج كل أسرة إلى ما لا يقل عن 10 صفائح كل شهر لتأمين الحاجة إلى التدفئة وهو ما يساوي 187 ألف ليرة شهرياً، أي نصف متوسط دخل الأسرة في المناطق الزراعية كبعلبك الهرمل وعكار.

ويتردد بين المزارعين أن الكثير من أصحاب البساتين يعمدون إلى قطع أشجارهم المثمرة وبيعها للتخلص منها بعد الخسائر الكبيرة التي مُنوا بها بسبب الكساد وانخفاض الاسعار في الأعوام السابقة. كما أن تجارة الفحم والحطب تعد مسؤولة بدرجة كبيرة عن الحرائق التي تندلع مع بداية كل موسم وتقضي على مساحات واسعة من الأحراج والبساتين والغطاء الأخضر .

الكاتب: رامح حمية - inbaa.com

التعليقات على ارتفاع سعر المازوت والغش وغياب الدعم حوافز لتدمير البيئة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
32319

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

المقالات الأكثر قراءة
مقالات جديدة
Most Popular Tags