|

مقالاتالاسرة والطفل › الاستمتاع بالنوم

الاستمتاع بالنوم
بقلم : عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق ... النومُ مِن المُتَعِ التي مُنِحَها الإنسان ، لِيَجِد فيه راحةً بعد جُهْدٍ ، و استعداداً لِجُهدٍ ، و ليس للنومِ قيمة ما لم يكُن مُمْتِعاً للنائمِ و مانحاً إيَّاهُ سَعادةَ الحالِ ، و إنَّ حقنا كبشرٍ أن نستمتعَ بكلِّ جزئياتِ حياتنا ، فلا نحرم أنفسنا شيئاً من مُتَعِها ، إلا ما كان من الممنوعاتِ فلا ممنوعَ إلا لسببٍ غالبٍ على نفعه .

كثيرٌ من الناسِ يَخْلُدُ إلى النوم ، و يَصْحو بَعْدَه ، و هوَ هوَ في حالته قبل النومِ ، معَ أنَّه رُبَّما أخذ وقتاً كافياً في نومه ، و قليلٌ مَن ينامُ القليلَ و يستيقظَ و قد اكتفى بقدرٍ من النوم يُعادل وقتاً طويلاً ، فلِمَ كان بينهما هذا الفرقُ الكبيرُ و النومُ ظاهرةٌ واحدة ؟

فهل الوقت كافٍ لتحصيل مُتعةِ النومِ ؟
و كيف يجد النائمُ مُتعةَ النوم ؟
السبيلُ إلى مُتعةِ النومِ يكون بالنوم السليم ، كأيِّ شيءٍ في الحياةِ لا سبيلَ إلى الاستمتاعِ به إلا بطريقِ سلامةِ مُوْصِلٍ إليه ، و سلامة النومِ لا تكون إلا بإتمام خمسة أنواعٍ يجد فيها النائم أجمل ساعاتِ نومه ، و أمتعَ نومةٍ تمرُّ عليه .
تذكَر : النوم كيف لا كمٌّ .

1) السلامة الروحية .

الروح هي التي تعملُ بالجسد ، و تدعمه بالطاقة و الحيوية ، و تُقيمه بالوظائف ، و عملها دائم دؤوب ، فتجد من التعبِ و الإرهاقِ ما يضطرها إلى الخلود إلى الراحة ، و نومُ الروح و راحتها هو الأساسُ .
و السلامةُ الروحية تعني الهدوءَ و الطمأنينة الروحيَّيْن ، و تتحقَّقُ السلامة الروحية في تلك الآداب الروحانية النورانية التي يُؤْتى بها عند النوم ، ففي الأديان حِرْصٌ على سلامة الجانب الروحي عند النوم ، و ذلك في توجهاتٍ دينية ، و في طقوسٍ تقليدية ، تبعثُ برسالةٍ إلى الروحِ أن تهدَأَ في نومها ، و أن تسلَم في هدوءها .
هذه الآدابُ الروحانية تحملُ تعويذةً من شرٍّ شيطاني ، و حِصْناً من شَرٍّ مُتَوَقَّعٍ ، في توجُّهٍ إلى الله تعالى أن يَصون و يحفَظَ ، قد تكونُ بمنقولٍ دينيٍ ، و قد تكونُ بشيءٍ نفسيٍ في كلماتٍ تَفِيْ بالغرَضِ .
رُبَّما كانتْ أقوالاً يَتفَوَّهُ بها الإنسانُ عند نومه ، و تكون آخرَ كلامٍ يقوله ، أو يُسَمَّع إيَّاه ، و قد تكون أفعالاً يأتي بها ، و لا تحملُ الآدابُ الروحانيةُ إلا معانيَ إيجابية تبعثُ انشراحاً للروح .
عندما يأتي النائمُ بآداب السلامة الروحية يجد راحةً داخليةً تنقلُه هذه الراحةُ إلى :

2) السلامة النفسية .

يُواجه الإنسان في يومه أنواعاً من المتاعبِ ، و التي ليست على حالةٍ واحدةٍ في أثرها على نفسيته ، و يقينا سيكون تجاوبُه معها مختلفاً ، و عائداً هذا التجاوبُ بالأثرِ على نفسيته باستقراره و توتره .
جميلٌ عند النوم أن يكون الإنسان سليمَ النفسيةِ من البقايا السلبية التي كانت بسبب متاعبِ يومه ، لِيَضَعَ كلَّ البقايا تلك في صندوقٍ خارجَ غُرْفَة نومه ، و إن أزالها من وجودهِ إزالة تامةً لكان أفضلَ له ، ليهنأَ بنومٍ سعيدٍ ممتعٍ .
إراحة النفس و طمأنتها قبل النوم يمنحها تلك السلامة النفسية ، و ما أجمل اللحظات اللواتي قبل النوم حين تكون في شيءٍ من جوالبِ الهدوء ، أو نظراتِ التأمُّلِ ، أو محادثة الذاتِ بلغةٍ مليئة بالشوقِ للسموِّ و الغايات الحميدة .
لِيَكُن النومُ سليماً من بقايا الأمسِ السلبية ، و لْيَكن زمناً سِحرياً مليئاً بأسرار السعادة ، لِيَبْتَهِجَ لنا يومٌ جديدٌ سعيدٌ ، فلا سعادةَ في اليومِ إلا بسعادة النومِ الفارقِ بينه و بين الأمسِ .
إنَّك حين تجعل نفسيتَك سليمةً من السلبياتِ المُزعجةِ تَنْعَمُ بلَذَةٍ نوميةٍ راقية ، حينها تَظفَرُ بـ :

3) السلامة الوقتية .

إنَّ نعيم السعادة النفسية الذي يَغْمُرُ رُوح النائم و نفسَه يجعله يقوم بمبدأ السلامةِ التي وجدَ نعيمها في الوقتِ الذي تتمُّ فيه عملية النوم ، لأن الوقت له دورٌ كبيرٌ في تحقيق متعة النوم ، و اختيار الوقت المناسب السليم للنوم جدواه عظيمة الأثرِ .
كثيراً ما يفقد الناسُ مُتعة النوم بسبب الوقت ، فالوقتُ المُتأخرُ جداً و الذي بعده يَقظةٌ مُبكرة لا يجعل في النوم أيَّ مُتعةٍ ، بل يجعل النومَ تَوتُّراً و اضطراباً و قلقاً ، لأنَّ النفسية لن تكون مستقرةً و هادئة فيستجلب سلبيات كثيرة .
بعض الأوقاتِ لا تتناسبُ و نومَ الإنسان ، فبعض النفوسِ نمطها ليليٌّ و أُخرى نمطها نهاريٌّ ، فنوم الليليةِ في وقت النهارِ قلقٌ و تغييبٌ لمتعة النوم ، و وكذلك نوم النهاريةِ في الليلِ ، و عدم الاستقرارِ على وقتٍ للنومِ كذلك مُذهِبٌ لمتعة النومِ .
فالوقت السليم للنومِ يُفضي بالمُتعة الراقية للنائم ، حيث الاستقرار النفسي ، و في سلامةِ الوقتِ يَكسبُ النائمُ حالة السعادةِ التامةِ في نومه حيثُ يحصُلُ على :
4) السلامة الجسدية .

هيئة الجسد عند النومِ ، و حالته بصورة عامةٍ ، لها أثر كبيرٌ في تحقيق مُتعة النوم .
نوم النائم على ظهره أو بطنه لن تجعلاه مُرتاحاً ، و نومه على أحد الجنبين أفضل ، و الجنب الأيمن أفضل من الأيسر ، لأن الأيسر فيه استغراقٌ سلبيٌ في النوم و تأثيرٌ على القلبِ .
و نوم الشِّبَعِ و الرِّيِّ يُؤثرُ على استقرار و هدوء الأجهزة الداخلية ، فتكون في نومِ الإنسان عاملةً على هضم ما فيها ، إلا من الفواكهِ فليس منها تعبٌ لسهولتها .
الاستحمامُ قبل النومِ يُعطي الجسم نشاطاً رائعاً ، و قد يكون أجمل بكثير من أي مُتعةٍ ، و إذا كان معه تعطُّرٌ و تطيُّبٌ فقد اكتملت السلامة الجسدية ، فيكون النوم جداً هانئاً ممتعاً مُسْعَدَاً به النائم .

5) السلامة الهَيْئَويَّة .

هيئة النائمِ لها أثرُها في مُتعةِ النوم ، حيثُ عائدتُها على النفسيةِ و الجسدِ ، و تأثُّرُ الروحِ بذلك ، و من أجل هذا كانتْ محلَّ نظرِ النوَّامِ عند نومهم .
اللباسٌ النَّومي يختلفُ عن اللباسِ اليَقْظَوي ، فغالباً ما يكون لباسُ النومِ موحياً بالهدوءِ ، و ممتازاً بالخِفَّةِ ، و ألوانُه كذلك تتميَّزُ باللونِ الهدوئي ، فليستْ ألواناً صارخةً مُزعجة ، و ليستْ ألبسَةً مُثْقِلَةً .

مكانُ النومِ فراشاً أو غُرْفَةً يُراعى فيه ما يُراعى في اللباسِ ، فَخِفَّةُ المكانِ من أثاثٍ و موجوداتٍ ، و لونه الهاديءِ المُريحِ للعينِ ، و مِن ثَمَّ المريح للنفس ، فلو كانتْ الغُرْفَةُ مُزدحِمَةً بأثاثٍ فإنَّه سيجعلُها ضيَّقَةً ، و ضيْقُ المكانِ ضِيْقٌ في النفسِ ، و لو كانت ألونها مُزعجةً لكانتْ العين مُضطربةً مُشتَّتَةً ، و عينُ الظاهرِ دليلُ عين الباطن .

تلك خمسة أنواعٍ من السلامة التي تتمُّ بها حقيقة الاستمتاع بالنوم ، فلنُحَصِّلْها و لْنُحافظ عليها ، فما أحوجنا لساعاتِ من النوم الممتع كما هي الحاجةُ إلى يقظةٍ ممتعة ، و لن نجد الاستمتاع بساعات اليَقَظةِ إلا إذا استمتعنا بساعاتِ النوم ، كما أننا لن نكون إيجابيِّيْن و منتجين في صَحَوَاتِنا إلا بإيجابيةِ غَفَواتنا .

لا ننسَ ابتسامةَ النوم ، و استرخاءَ النوم ، فأمامنا صباحٌ مُشرِقٌ فلنكنْ مُشْرِقينَ ليُشْرِقَ بإشراقةِ نفوسنا ، و نوماً سعيداً هنيئاً ، و إلى صباحٍ خيرُه أنتَ

الكاتب: عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق

التعليقات على الاستمتاع بالنوم (2)

no0onhSunday, August 1, 2010

الموضوع ناقص اخي الكريم اين هي لاذكار اللتي تقال قبل النوم انت كتبت الطرق ولكن لم تدعمها بالايات القرانيه ولا الاذكار مقالك ينقصه اهم اسباب اراحه اتمنى اعادت كتابته حتى تعم الفائده لي الجميع

هشام رمضانFriday, July 16, 2010

المقال لاشك مفيد جزى الله كاتبه وناشره خيرا ولكن لماد البعد عن حقيقة اتباع هدى النبى محمد فكل ماورد بالمقال يحتاج الى توثيقه بالايات والاحاديث وهيآت نومه عليه السلام
فالنوم على الجانب الايمن وعلى وضؤوغيرها
الااننى اختلف فكلما كان المرء قد بدل مجهودا كان النوم حاجة ضرورية كاما استيقظ مبكرا ونام فى القيلولة افضل وانا اتعجب لدلك الرجل الدى ينام تحت ظل شجرة مستغرقا فى نومه او الدى يركب المواصلات وسديستغرق ايضا هل لديك تفسير
هشام رمضان ليسانس الاجتماع جامعة القاهرة

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
696

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

المقالات الأكثر قراءة
مقالات جديدة
Most Popular Tags