|

مقالاترؤية ورصد للأحداث › زمن الأحلام المستحيلة

زمن الأحلام المستحيلة
بقلم: مصطفى بكري - مصر علي موعد مع القدر، العالم يحبس أنفاسه، يوم الخميس المقبل تاريخ جديد، نقطة تحول لصالح البشرية  كلها، الرئيس السيسي يتقدم الصفوف، وإلي جواره يجلس قادة العالم، وحوله يلتف المصريون والعرب.
يوم الخميس المقبل أنتم علي موعد مع القائد الذي وعد فصدق، سيقف ليحكي تجربة الحلم الذي تحقق، من أرض الآباء والأجداد، من علي تراب أرتوي بدماء الشهداء، من هنا، من الإسماعيلية، تنطلق فرحة المصريين لتعم الكون، ولتبعث برسالة عطاء للجميع.
في السادس من أغسطس الماضي، لم يكن أحد يصدق، لقد أعطي السيسي أمرًا بحفر القناة وإنشاء الإسماعيلية الجديدة في فترة لا تزيد علي العام، يومها قلنا 'إنه المستحيل'، لكن الفريق مهاب مميش، واللواء كامل الوزيري وآخرين، لم يكن أمامهم من خيار.
كان الإصرار أقوي من المستحيل، وكانت الإرادة تعني تجسيد الحلم في واقع، آلاف العمال والعسكريين، في أيام معدودة كان هناك أربعون ألفًا، واصلوا الليل بالنهار، نسوا بيوتهم وأسرهم، وأقسموا ألا يعودوا إلا إذا حققوا حلم الملايين.
كان الرئيس يتابع لحظة بلحظة، لا يتوقف عن السؤال، يعرف قادة المشروع باسمائهم، الهواتف المتبادلة لا تتوقف، يزور، يتجول، لكنه لا يبدو قلقًا، إنه يعرف معني عزيمة الرجال.
ثلاثة محاور مهمة، كان السيسي قد وضعها نصب عينيه، محور قناة السويس، ومحور البنية التحتية 'رصف 3200كم2'، ومحور التنمية الزراعية 'استصلاح مليون فدان'، كل ذلك في وعام واحد.
كان الناس يتساءلون، كيف لبلد منغمس في الحرب علي الإرهاب، ويواجه تحديات كبيرة، يستطيع أن يبني باليد الأخري، وأن يستهدف تحقيق هذه المشروعات القومية الكبري.
عندما جاء الرئيس السيسي، بل حتي قبل أن يأتي بأكثر من عام وثلاثة أشهر، تحدث في نادي الجلاء، وتحديدًا في ذكري الاحتفال بعيد تحرير سيناء، عن مصر أم الدنيا التي حتمًا ستكون 'أد الدنيا'.
كان الشعار غريبًا في زمن تم الاعتداء فيه علي المحرمات والثوابت الوطنية، وسادت فيه الفوضي والانقسام، وعمت فيه مظاهر الفرقة والتقسيم.
لم يكن لدي السيسي في هذا الوقت سوي الحلم، اغرورقت عيوننا بالدموع، بعد أن فقد الكثيرون الأمل في عودة الوطن من جديد، بعد أن تم اختطافه علي يد التتار الجدد، لكنه أطلق 'الأمل' من سجنه، ومنح المصريين طاقة إيجابية، قادرة علي صنع المستحيل.
لم يكن السيسي راغبًا في الحكم أو السلطة، لقد تم استدعاؤه، ليتولي المسئولية، الشعب وقف خلفه بكل جسارة، ثقة الناس فيه بلا حدود، إنه الشعاع الذي بدأ يسطع وسط غرفة كانت حالكة الظلام، إنه الرجل الذي استدعي حماس المصريين مرة أخري، واشعل لهيب التحدي في نفوسهم من جديد..
منذ سيادة الفوضي واختطاف الدولة، لم يتوقف المصريون عن النضال والمقاومة، لكنهم كانوا في حاجة إلي قائد زعيم، يستطيع أن يحشد الجميع صفا واحدا، وأن يدفع بهم إلي الأمام..
في السادس من أغسطس الماضي، شاهدنا أطفالا صغارا قبل أن نعرف الحدث، تساءلنا ما الحكاية؟، لكن القائد، كان يعد لنا مفاجأة حفر قناة جديدة وفي فترة لا تزيد علي العام، كانت الصورة التذكارية الرئيس يقف وسط شباب وأطفال، وكأنه أراد أن يقول لهم جميعًا، أنتم المستقبل، والقناة الجديدة لكم ومن أجلكم.
لم يكن السيسي يبحث عن مجد شخصي، ورفض دعوات عديدة بأن يقبل اطلاق اسمه علي القناة أو علي مدينة الاسماعيلية الجديدة، كان همه وهدفه هو مصر، ورسالتها للأمة وللعالم..
عندما التقيت الفريق مهاب مميش الأربعاء الماضي، كان كل شيء قد اكتمل، تجولنا في الممر الملاحي للقناة الجديدة، عبر لنش بحري من صنع شركة قناة السويس، كان الفريق مميش يشير بيديه إلي منصة الاحتفال، وإلي مشروعات التنمية المقبلة في محور القناة، وكان يحكي عن جهد الرجال الذين حفروا وصمدوا وحققوا الانتصار.
يوم الخميس المقبل سترتفع الأعلام علي البيوت وفي الشوارع، ستخرج النساء والشباب والأطفال الصغار والكبار، ليعبروا عن سعادتهم التي افتقدوها لفترة ليست بالقليلة..
مظاهر الاحتفال متعددة، انجازات عديدة تستحق أن نحتفي بها، ليست فقط المشروعات القومية الكبري، ولا صفقة 'الرافال' الأكثر تميزا، ولا الفرقاطة 'تحيا مصر' الوحيدة في الشرق الأوسط، لكننا في هذا اليوم حتما سنحتفي بالرئيس الذي أبهر المصريين وأدهش العالم..
نعم في هذا اليوم، ابعثوا برسالة أو تلغراف إلي المواطن المصري المخلص النزيه عبد الفتاح السيسي، قولوا له إننا نثق فيه، ونشكره من كل قلوبنا، قولوا له.. 'لقد وعدت فصدقت'، قولوا له إن مصر فعلا حتبقي 'أد' الدنيا طالما فيها رجال شرفاء وطنيون مثلك.
قولوا نحن لا نقلق علي 'غدنا' مادامت انت بيننا، قولوا له سنحميك بأجسادنا وأرواحنا، وسنقف معك في كل الأزمات، وسنتحمل من أجل وطن، نحن علي ثقة أنه سيمضي إلي الأمام في وجودك، ووجود الرجال الشرفاء المخلصين

الكاتب: مصطفى بكري - الأسبوع

التعليقات على زمن الأحلام المستحيلة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
19490

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

المقالات الأكثر قراءة
مقالات جديدة
Most Popular Tags