|

مقالاتالاسرة والطفل › رمضان. سنة أولى زواج!

رمضان. سنة أولى زواج!

بقلم: ليلى حلاوة

- كيف يمكن أنْ يقضي زوجان جديدان رمضانهما- الأول- مع بعضهما البعض؟

- كيف يجعلان من هذا الشهر الفضيل فرصة للتقارب والتعرف أكثر على مميزات كل منهما للآخر؟

- كيف يُغيِّران هذا الشهر لكثير من العبادة والتقرب إلى الله معًا بما يمنحهما فرصة للتوحد روحيًّا ومعنويًّا؟

- كيف سيصنعان طقوسهما الرمضانية الخاصة؟

- كيف سيذلل كلٌّ منهما العقبات التي يقابلها الآخر؟

بالنسبة للزوجة فهذه أول مرة تتحمل فيها مسئولية زوج وبيت في شهر رمضان الكريم، وبالنسبة للزوج فقد كانت هناك العديد من الطقوس التي مارسها مع الأهل والأصدقاء والزملاء والتي ارتبط بها ويود لو استمر عليها.

* تقول "سميرة" 27 عامًا:

بداخلي مجموعة من الأحاسيس المختلفة بخصوص رمضان الأول في حياتي الزوجية؛ فهناك سعادة ولهفة لكونها الأيام المباركة الأولى التي ستمر عليَّ بصحبة زوجي، ولا يمنع هذا إحساسي بافتقاد أسرتي وإخوتي وأهلي وأصدقائي ممن كنت أقابلهم وأتناول الإفطار معهم خلال هذا الشهر.

* أما "نجلاء" 33 عامًا فتقول:

تزوجت قبل رمضان بأيام قلائل، وعندما هَلَّ علينا رمضان كنت أقوم بالطبخ بشكل يومي؛ مما أجهدني بشدة؛ إلا أنَّني كلما شعرت بالإعياء الشديد وجدت في مساعدة زوجي لي وتهوينه الأمور عليَّ فرحةً كبيرة وراحة؛ لأنَّه لن يتركني وحدي أبدًا، فقد اكتشفت أنَّ زوجي حَنُون وطيب ويود المساعدة بكل ما أوتي من قوة.

* أما محمد عبد الله محاسب فيرىأنَّ أول رمضان مع زوجته لم يستمتع فيه كثيرًا؛ نظرًا لابتعاده في السكن عن أهله مما اضطره ألا يفطر معهم هو وزوجته كما تعود طوال حياته.

يضيف محمد قائلا : شهر رمضان مع والدتي له طعم لا ينسى، ولكن مع مرور الأيام تعودت على طقوس زوجتي التي بذلت كثيرًا من الجهد لإرضائي.

* تقول السيدة منى أحمد ربة منزل :أول رمضان بعد الزواج كان فرصة لي في كل شىء لأفعل ما أريده، وكنت أعرف أنَّها الأيام الأولى التي سأتدرب فيها وزوجي على طقوسنا الجديدة؛ لذا فقد تفنَّنتُ في إيجاد بعض الأمور الرمضانية الجميلة؛ كالذهاب معًا- أنا وزوجي- لقضاء حاجات رمضان، وتجهيز كل شىء منذ البداية، وعمل جدول لجميع أيام الشهر الكريم، وماذا سنفعل فيها، وحقيقةً كان شعورًا ممتازًا ورائعًا.

وفي تعليقها على هذا الموضوع تقول نجلاء محفوظ، المستشارة الأسرية:

إنَّ قضاء رمضان مميزًا في أول سنة بعد الزواج يستلزم خُطة محكمة تتكون من مجموعة من الخطوات كالتالي:

1) نبدأ شهر رمضان الكريم بأنْ نجعله فرصة للتقارب أكثر بين الزوجين.

2) نغسل قلوبنا من أي مشاعر غير وُدِّية بدأت مع الزواج؛ لكي يبدأ كل طرف صفحته الجديدة مع الطرف الآخر.

3) يجب التنبيه على عدم تصريح كل طرف للآخر بأنَّه سوف يبدأ معه صفحة جديدة؛ لأنَّ ذلك من الممكن أنْ يأتي بنتيجة عكسية، ولكن كل ما علينا هو أنْ يبدأ كل طرف من ناحيته بمسامحة الآخر، وحثه بذكاء ورقة ولطف على تغيير معاملته له للأفضل، ويجب أنْ نؤكد- مرة ثانية- أنَّ كثرة الكلام دائمًا ما تأتي بنتائج عكسية.

4) ضرورة تخصيص وقت لصلة الرحم وزيارة أهلِ كلا الزوجين.

5) يجب ألا يحاول كل طرف فرض أجندته الدينية أو الاجتماعية لشهر رمضان على الآخر، ولكن ما عليه هو عرض ذلك بشكل جذاب وجميل، وعلى الطرف الثاني أنْ يقرر هل يوافق أو يختلف مع بعض البنود؟

6) على الطرفين أنْ يجلسا ويتفقا دون ضيقٍ أو ضجر على ما سيفعلانه خلال الشهر معًا أو كلٌّ على انفراد.

7) أنْ يعرف الزوجان أنَّ قضاء الوقت مع بعضهما البعض بالكيف وليس الكم، على أنْ يحاول كل طرف إشباع الآخر عاطفيًّا وحسيًّا ومعنويًّا، وهذا هو الأهم وليس من المهم أنْ يقضيا وقتًا طويلًا يتنازعان خلاله، أو لا يشعران بالرضا من بعضهما البعض.

8) ضرورة أنْ يبدأ كل طرف خلال هذا الشهر في التعامل مع الآخر كصديق مقرب وحنون.

9) أنْ يتذكر كل طرف المميزات التي من أجلها تزوج هذا الشخص، وأنْ يُبعِد عن ذهنه العيوب التي وجدها في شريك حياته بعد الزواج.

10) من الأمور الصالحة- أيضًا في هذا الشهر- أنْ يهتم كل طرف من الزوجين بأهل الطرف الآخر، وأنْ يكون أكثر وُدًّا معهم، ويتغاضى عن الأخطاء السابقة التي لا يخلو منها أى بيت.

وبدروها تقول أميرة بدران، الأخصائية النفسية:

العلاقة الزوجية علاقة متعددة المساحات، فيها المساحة العاطفية، الجسدية، الفكرية، الروحية، النفسية... إلخ، وفي شهر رمضان- على غير المتوقع- سيكون الترابط بينهما في المساحة الروحية والفكرية والنفسية أعلى بكثير من غيرهما ممن تزوجوا في أشهر عادية، ستمر الحياة الزوجية بينهما لأول مرة بشهر فيه الرحمة والغفران والرغبة في التطهر من كل السيئات السابقة، وسيجعلهما على رؤية واضحة في مساحة قد تغيب على الكثير من الأزواج، وعلى العكس من الأزواج الآخرين سيكون تواجدهما مع الأهل أكثر؛ لأنَّ العائلة كلها ستتبارى في عزومتهم على غير المعتاد في الأوقات الأخرى، وستتقوى العلاقات الأسرية الأوسع أكثر بالمقارنة بغيرهما، وسيتوفر لهما مساحة أعلى- عن غيرهما من الأزواج- للقيام بالعبادات والتقرب لله تعالى، بل سيزداد الشوق بينهما للتقارب العاطفي والجسدي؛ نظرًا لصيامهما طوال فترة النهار، وسيساعدهم الشهر الفضيل على وضع برنامج إيماني يجمع بينهما قد يغيب عن غيرهما من الأزواج؛ كالصلاة معًا، والنزول لصلاة الفجر معًا، قراءة القرآن معا، والتباري في التصدق وغيره؛ مما يجعل للمساحة الروحية قدرًا أكبر من غيرهما.

وسيكون تنظيم الزوجة لوقتها أفضل من غيرها؛ حيث يتسع لها الوقت نهارًا لترتيب المنزل والقيام بشئونه البسيطة، والوقت الكافي للاهتمام بتحضير الطعام، وستتمكن من القيام بمسئولياتها دون ضغط في الوقت.

وتكمن مميزات هذا الشهر الفضيل بالنسبة للأزواج الجدد فيما يلي:

11) خدمة المساحة الروحية بشكل كبير كجزء مهم يتغافل عنه الكثير من الأزواج وسط زحمة الحياة عن غيرهما.

12) المساحة الربانية تخاطب الروح، وتخاطب كل خير؛ فستخرج أجمل ما فيهما في تلك الفترة، خاصة لما يشهده هذا الشهر من برامج ودروس وصلاة وغيره مما يشجع على ظهور وتأكيد تلك المساحة بينهما.

13) ستتميز عن غيرها؛ باتساع الوقت، والقدرة على تنظيمه بشكل كبير؛ نظرًا لعدم وجود ضغط في الوقت بالنسبة للزوجة لإعداد المزيد من الطعام خلال اليوم، وبالتالي المهام الأخرى داخل المنزل، وقد يتسع وقتها للتعلم والاستزادة من مهارات الطبخ وأنواع الطعام وغيره من شئون البيت عمومًا وهو ما يكون غير متاح في الأيام العادية.

14) ستتميز العلاقة بالقرب أكثر من أهل كل طرف من طرفي الزواج؛ نظرًا لطبيعة الشهر الفضيل من الدعوة على الإفطار، وهو غير متاح بشكل كبير في الأيام الأخرى، وبالتالي تزداد تلك الأواصر والمحبة.

الكاتب: ليلى حلاوة

التعليقات على رمضان. سنة أولى زواج! (1)

مريمWednesday, June 5, 2013

في الحقيقة انا بنت صغيرة كيف ساعلم هدا

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
65637

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

المقالات الأكثر قراءة
مقالات جديدة
Most Popular Tags