شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب وفي السودان قامت ثورة مهدية إصلاحية تحمل مشروع النهضة الإسلامية، فلما طُرد المستعمر الإنجليزي تولى عسكر لا يفقهون في الإسلام شيئاً، فرفضوا الشريعة وجاءوا بدستور أجنبي تغريبي. وفي ليبيا كان أحفاد وطلاب المجاهد الشهيد عمر المختار يتُوقون إلى رفع راية الإسلام، ففوجئ الشعب الليبي بخطف ثورته بحكم نحّى الشريعة وصادر الحريات. وفي العراق وسوريا كان الشعب مسلماً 100% قاد حركته النضالية وثورته ضد المستعمر الفرنسي والإنجليزي تحت راية الإسلام، فلما تولى حزب البعث في البلدين كان أول فتوحاته أنْ تنكر للشريعة ونحّى الإسلام جانباً وكان طلابه من الرفاق يهتفون كل صباح:
آمنت بالبعث ربّاً لا شريك له وبالعروبة ديناً ما له ثانِ سبحانك ربي، هذا بهتانٌ عظيم. ولم يلتزم بالإسلام شريعةً وحكماً وعقيدةً ومنهجاً إلا الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن حينما قاد الثورة في الجزيرة العربية على الخرافة والبدعة والتفرق والاختلاف والسلب والنهب، وكان أول إعلان للدولة أنها دولة إسلامية تحكم بالكتاب والسنة، وكُتب على علمها (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، وهي على منهج السلف الصالح إحياء للدعوة التجديدية التصحيحية للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وهذا ليس نفاقاً ولا تزلفاً ولكنها الحقيقة حتى إنّ الغربيين وغيرهم من المؤرخين ذكروا هذه الحقيقة كصاحب كتاب «السعوديون والحل الإسلامي» جلال كشك وهو كاتب محايد كتب بتجرد ووثائق وأدلة، ومحمد أسد المسلم النمساوي الذي ذكر في كتابه «الطريق إلى مكة» أنه جلس مع الملك عبد العزيز فقال: كان كل حديثه في المجلس عن الإسلام واعتزازه بالإسلام حتى يقول: فمن يسمعه يظن أن الله كلفه وحده بنصرة الإسلام.
وتونس هو شعب مسلم سني مالكي المذهب بل هو أرض العباقرة والفاتحين كعقبة بن نافع وابن خلدون والطاهر بن عاشور، وهو أرض الزيتونة والقيروان، وهو يريد الإسلام إلا من بعض أحزابه اليسارية التي يرى بعض أصحابها أنهم أحق بالبلد من كل ولد، ومن حقهم تنحية الإسلام عن حياتهم، وهذا من اختطاف الثورة على منهج الجمهوريات العربية.
الكاتب: د. عائض القرني - الشرق الأوسط
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!