|

مقالاتملفات وقضايا المجتمع › نحن فى حاجة لكى نثور على أنفسنا!

نحن فى حاجة لكى نثور على أنفسنا!

 بقلم : خالد عبادي ... الجميع يدرك أن من أهداف أي ثورة الاستقلال و التحرر من الأنظمة الفاسدة والديكتاتورية , والتاريخ يؤكد ذلك ابتداء من الثورة الاميريكية أول الثورات العارمة في التاريخ الحديث , والتي قامت ضد الإنجليز عام 1775م بقيادة جورج واشنطن , حتى آخر الثورات الناجحة ثورة الشعب المصري المباركة في 25 يناير2011 , والتي أبهرت دول العالم كلة بنجاحها في إسقاط النظام الفاسد وأركانه .


نجحت الثورة في الإطاحة بالنظام وأركانه , ولكننا نستحق كشعب عظيم أكثر من ذلك لنبني مستقبلنا , فنحن نحتاج إلى انقلاب من نوع أخر, انقلاب على أنفسنا يغير من عاداتنا وأفكارنا وتعاملاتنا مع بعضنا البعض ، فنحن في أمس الحاجة الآن لكي نقوم بثورة على أنفسنا ثورة قانونها النقاء وحب الآخر, ثورة تحكمها وتقودها الثوابت النبيلة , فعلينا الخروج عن المألوف لتنظيف جوارحنا من الغيره والبغض والنفاق .

أعتقد أن تغيير أنفسنا أصبح الآن ضرورة ملحة , وهى السمة الأولى والأساسية التي ينبغي على كل مواطن الشعور بها بعد الثورة , فهو الجانب الآخر من الثورة الذي لم يتحقق , بعد أن أصبح المواطن يتسم بالخذلان والتهاون والاستسلام , وذلك بسبب ما ارتكب في حقة من أخطاء مثل إهمالة في تبنى برامج اقتصادية وعلمية وثقافية ومشروعات تنموية تنعكس علية وتتناسب مع الأوضاع المحلية , والاستجابة فقط لحلول يشترط مرورها من خلال بوابة دول معينة , ونتيجة لتلك السياسات من قبل الحكام العرب تستورد الدول العربية ما يزيد على نصف حاجاتها من السلع الغذائية، لتتجاوز فاتورة الغذاء المستورد لها 70 مليار دولار سنوياً.


الخطاب الاعلامى الرسمي يحتاج أيضا إلى ثورة على نفسه فالمؤسسة الإعلامية المصرية عليها مسؤولية كبيرة في الفترة القادمة فالإعلام كله في حاجة لإصلاح بعد أن ظل فريسة ضغوط النظام السابق يستهدف إنجاح سياسته وتلميعها أمام الرأي العام , فمع قدوم ثورة يناير والتي سوف تعدل الأوضاع لانتهاج الواقعية سبيلاً للتعامل مع قضايا المواطن وهمومه الحقيقية , فأي مؤسسة إعلامية إذا لم تتخلى عن سياسة التلميع ومجاملة المسؤول سوف تفقد الكثير , فعليها أن تتبنى نهج المصداقية والتنوير والتوجية لأنها إذا فقدت مصداقيتها سوف تفقد مشاهديها , فعليها التحدث بلسان جميع فئات الشعب شكلا و موضوعا، فالاعلام عليه أن يلعب دورا بارزا في تلقين المواطنين ثقافة الحقوق والواجبات وليست الحقوق فقط .


الخطاب الديني أيضا يحتاج إلى تغيير , فهناك أئمة مساجد يحتاجون أيضا إلى ثورة على أنفسهم لنشر قيم الوسطية والاعتدال وهما سمات الإسلام ,والحرص علي أن يكون المسلم والآخر نسيج واحد لأمة ذات حضارة لها ثقافة واحدة يختلط فيها الفرعوني والقبطي والإسلامي في مركب واحد تجعلها مزيجا فريدا لدولة ذات حضارة , مع ضرورة عدم الخلط بين الوظيفتين الدعوية والسياسية وهذا هو دور الأزهر .


أما أصحاب المطالب الفئوية فيجب أن تكون لديهم رؤية أبعد في النهوض بعجلة التنمية , فعليهم أن يعوا أن الديموقراطية إذا كانت تسمح بالاحتجاجات تعبيرا عن الاعتراض فإن هذا لا يعني رضوخ السلطات لصوت الشارع إذا كان الشارع ليس لديه القدرة علي أن يحتمل قرارا معينا كتعيين محافظ قبطي مثلا , فأحيانا يتطلب من المؤسسات إدارة أمور الوطن وفق المصالح العامة وليس وفق هوي بعض المحتجين ,لا سيما وأن الوضع الاقتصادي للوطن الآن لا يحتمل لي الذراع وإملاء الشروط والمغالاة في المطالب , بفعل الرياح والعواصف التي هبت عليه جراء الاحتجاجات الفئويه والاضرابات والانفلات الأمني بالإضافة إلى تراجع النقد الأجنبي ومعدلات السياحة ,

باختصار علينا جميعا أن نلتف حول الحكومة الحالية والمجلس العسكري , ونساند جهودهما من أجل تعزيز الوضع الاقتصادي والأمني للوطن , حتى ننهض به وننعم بمكتسبات الثورة الحقيقية !

الكاتب: خالد عبادى

التعليقات على نحن فى حاجة لكى نثور على أنفسنا!

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
53944

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

المقالات الأكثر قراءة
مقالات جديدة
Most Popular Tags