|

مقالاتملفات وقضايا المجتمع › بيوتنا قبل حكوماتنا

بيوتنا قبل حكوماتنا

بقلم : أحمد الشقيري ... يقول الله تعالى (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) يكتب الشيخ محمد الغزالي رحمه الله مفسرا تلك الآية : من المآسي أن تشتغل الدهماء (عامة الناس) بشؤون الدولة الكبرى وأن تبدي رأيها فيما لا تعرف له رأسا من ذيل، وقد رأيت من يتحدث في الفقه ولا فقه له ومن يفتي في قضايا الحرب والسلام ولا رأي له ومن يريد إصلاح العالم وهو عاجز عن إصلاح بيته..لماذا لا نترك الأمور لأربابها؟
صدق رحمه الله.

تجد الرجل ينتقد الحاكم ويطالبه بأن يهتم بمصالح الشعب وأن يرفق بهم ثم تراه هو (نفس الرجل) هاملاً لبيته غائباً عن أهله منهمكاً في السهرات والديوانيات والخرجات!...فكيف تطالب الحاكم أن يهتم بـ عشرين مليون نسمة وأنت فاشل في الاهتمام بأربعة أو خمسة أشخاص في بيتك؟

 تجد المرأة تطالب الحاكم أن يعطيها حقوقها وأن يعطيها حريتها ثم تجدها تحبس الخادمة وتعاملها بأقبح الصور والطرق وكأنها عبدة في المنزل...فكيف للحاكم أن يعطي حق عشرة ملايين امرأة وأنت لم تفلحي في إعطاء حق امرأة أو اثنتين في بيتك؟

تجد الشاب يطالب الحاكم بأن يوفر له فرصاً للعمل وأماكن للترفيه ثم تجده يسيء الأدب في الأماكن العامة ويرمي القمامة في شوارع الحي الذي يعيش فيه ويرسب في الدراسة...فكيف تطالب الحاكم أن يطور من أوضاع ملايين الشباب وأنت غير قادر على تحمل وتطوير نفسك التي بين جنبيك ؟

القاعدة : كما تكونوا يول عليكم!.

سئمنا من حديث المجالس عن الأوضاع وعن الحكومات وعن" فعل" فلان و"ذهب" علان!.
تصوروا معي إذا تحولت كل مجالس السعودية من الأسبوع القادم إلى أحاديث عملية في إصلاح للبيت وللحي وللأمور التي بيدنا أن نصلحها !...فخرج كل مجلس بورقة عمل فعلية يتم تنفيذها خلال فترة معينة ....كم من فرق وكم من تطور وتحسين سيحدث في البلد؟!

سؤال : المسجد الذي تصلي فيه...هل فكرت يوما أن تذهب إلى حمامه (أكرمك الله) وتساعد في تنظيفه أو أن تساعد في إيجاد حل جذري لوضعه السيئ؟

سؤال:
المدرسة التي تذهبين إليها يوميا...هل فكرت أن تذهبي الأسبوع القادم وتبدئي جمعية أو نادياً أو نشاطاً في مجال معين؟

سؤال: الحي الذي تسكن فيه...هل فكرت يوما أن تبادر وتعقد مجلسا لأهل الحي للبدء في عمل ناد مثلا لشباب الحي؟
صدقوني الأفكار لها أول وليس لها آخر ولكن من ينفذ؟

من الذي لديه الهمة لأن يقضي وقته في العمل بدلا من نقد الغير أو لوم الجهات الفلانية؟

الكاتب: أحمد الشقيري

التعليقات على بيوتنا قبل حكوماتنا

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
85940

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

المقالات الأكثر قراءة
مقالات جديدة